عن الأدب/وعن الأدب الشعبى
-
أكتوبر- 2019 -7 أكتوبر
”الإيد اللى ماتقدرش تقطعها بوسها”
”الإيد اللى ماتقدرش تقطعها بوسها” يقول تيمور (باشا) شارحا المراد: حاسن القوى واخضع له ما دمت عاجزا عنه، ولنا هنا وقفة: فهذا المثل قد يوحى بما يكثر أن نشيعه عن ناسنا من اتهام بالجبن أو النفاق، ويبالغ فى هذا الاتهام أولئك الطفيليون الرومانسيون أو المحرضون المتحمسون، ولكن المثل فى عمقه إنما يعرى طبيعة بشرية أصيلة رغم خفائها، وقد دأبنا مؤخرا على أن نبالغ ونحن نقلل من قيم “التكيف” أو “الملاينة” (تكتيكا أو بعد نظر) لحساب قيم “المثالية” البراقة، أو الأخلاق ذات البعد الأوحد المسطح، دون عمق واقعى مسئول، قد يـُعـْزَى ذلك إلى خلط واضح بين ما هو تشكـُّل، بمعنى Conformity…
أكمل القراءة » -
2 أكتوبر
جوزى ما حـَـكـَـمـْـنـِـى، دار عشيقى ورايا بالنـَّـبـُّـوت
جوزى ما حـَـكـَـمـْـنـِـى، دار عشيقى ورايا بالنـَّـبـُّـوت ماذا يقول هذا المثل؟ أولا، هو مثل يشير – بكل الشجاعة – إلى العلاقات خارج مؤسسة الزواج إشارة واقعية وليست فقط من منطلق النهى الأخلاقى. ثانيا: هو ينبه- ضمنا – إلى بعض ما يجعل الزوجة تتخذ عشيقا قويا حاسما، ليس لأنها تريد من رجلها (بدءا بزوجها) أن يستعبدها (ما حكمني)، فأن يحكم الزوج زوجته ليس معناه أن يقهرها، ولكن المثل يشير بشكل رقيق إلى أن بعض الأزواج يبلغون من الضعف والسلبية ما لا يملأ عين زوجاتهم، وبالتالى تبحث الزوجة عن هذا السند الرجولى القوى يملأ وعيها، ويغذى احتياجها، بل إن الحاجة إلى شريك…
أكمل القراءة » -
1 أكتوبر
ياعينى إبكى وهاتى اللى عندك ولا تـْخـَبـِّيش دمعــك صــحيح غــالى…. ولا بيجيش والدنيــا هيـَّا كــده… الحلو ما بتــدِّيش
ياعينى إبكى وهاتى اللى عندك ولا تـْخـَبـِّيش دمعــك صــحيح غــالى…. ولا بيجيش والدنيــا هيـَّا كــده… الحلو ما بتــدِّيش إلى هنا والموال يؤكد على حاجة الإنسان دائما أبدا إلى التنفيث، والبكاء، وارتفاع ثمن دمع العين، وصعوبة إدراره، هما أصدق فى الحزن، وأكثر احتواء للألم، وهذا أيضا عكس الشائع فى العلاج النفسى وعند العامة: من أن البكاء – مع الفضفضة– مفيد دائما فى التفريج والترويح، ذلك أن البكاء إذا تكرر وتمادى أصبح مـُجـْهـِضـًا لألـَمٍ أعمق قد يكون صاحبه أحوج ما يكون إلى معايشته. أنا رحت لطبيب القلوب، لا رُقـْت، ولا فـَادْنـِيش ثم يكمل الموال: قالولى أهل الغرام بالوعد إرضى وعيش وهكذا…
أكمل القراءة » -
سبتمبر- 2019 -30 سبتمبر
خدتك عُـوَاز خدتك لــواز، خدتك أكيد العوازل كدت انا روحى
خدتك عُـوَاز خدتك لــواز، خدتك أكيد العوازل كدت انا روحى عقدت الصفقة الزواجية ابتداءً (ملحوظة كلمة صفقة هى كلمة واقعية كريمة!!) على أساس واضح تماما: فالزوجة (الشجاعة هنا) تعلن آمالها التى كانت قد عقدتها على هذه العلاقة، وأن الزواج قد تم، من وجهة نظرها ليحقق ثلاثة طلبات، أو احتياجات، أو آمال. (1) الحاجة، (العوزان): ونذكر أنه فرق بين “الحاجة إلى“، و”الـرغبة فى” و”الـحضور مع” و”الانضمام إلى“، وكل هذه التعبيرات تختفى كثيرا تحت مسمى شائع يقال له “الحب”، وأحيانا ينتطم فيما يسمى الزواج، وهى صفقة مشروعة، وإنسانية، وطبيعية، لكنها على المستوى البشرى هى ”بداية علاقة محتملة”، وليست ”غاية سعى…
أكمل القراءة » -
28 سبتمبر
المؤسسة الزواجية (أنا نـِفـْسَى حد يعوزْنى، وأعوز عوزانه”)
المؤسسة الزواجية من أقدم المؤسسات الاجتماعية والدينية، وقد استطاعت أن تحافظ على استمراريتها وصلابتها ووظيفتها عبر الزمن، ومع ذلك فلا هى أصبحت ناجحة بالمعنى الذى يتناسب مع تطور الإنسان المعاصر وطموحاته، ولا هى حتى استمرت نافعة بالقدر المناسب لأغراض تحمى طفولة الإنسان وحاجته إليها عددا أكبر من السنين إذا قورن بطفولة الأحياء الأخرى وخاصة الثدييات. بعد الحرب العالمية الثانية، ومع اهتزاز كل القيم الثابتة، اهتزت هذه المؤسسة ضمن ما اهتز، وعرضت البدائل، ومورست الكوميونات، وقفزت أحلام اليوتوبيات الغامضة، وبالنسبة للطب النفسى هوجمت المؤسسة الزواجية ضمن ما هوجم من دعاة الحركة المناهضة للطب النفسى التى تردد صداها ما بين أوربا وأمريكا…
أكمل القراءة » -
25 سبتمبر
“إكره ودارى وحب ووارى”
هوامش عن الكره “إكره ودارى وحب ووارى” وهو مثل غريب علىّ، إذ يبدو أنه يوحى بحرص لا يليق إلا فى مجتمع خائف من إبداء عواطفه، وقد ذكرنى هذا المثل ببدعة جديدة ظهرت فى الطب النفسى لقياس الأثر الذى ينتج عن صراحة مشاعر من يحيطون بالمريض أو خفائها، وهو ما يسمى بقياس “المشاعر المـُعـْلنة” Expressed Emotions) E.E)، وفى البداية قالوا إن المشاعر المعلنة ضارة بالفصامى خاصة، ثم تعدَّل الأمر إلى التأكيد على أن المقصود هو المشاعر السلبية المعلنة، بمعنى الرفض والنهر واللوم والوشم أو الشفقة المتعالية. إلا أن هذا المثل وصلنى لأول وهلة كأنه دعوة لاخفاء المشاعر إما من باب الذوق…
أكمل القراءة » -
24 سبتمبر
“أحب الناس واكره طبعهم”
هوامش عن الكره “أحب الناس واكره طبعهم” يبدو هذا المثل وكأنه يحل مشكلة الاعتقاد بأن الكراهية يتبعها دائما رغبة فى الإبعاد والرفض والنفى وما إلى ذلك، فالمثل ينبه إلى ضرورة احتمال الآخر بكل ما “هو”، فهو يؤكد على ضرورة التفرقة بين الشخص ككل ،وبين سلوكه فى بعض النواحى، وهو يحذر من التعميم، والحكم الفوقى الدامغ لمجرد خطأ قد يكون مؤقتا أو جزئيا. لكن المثل يتكلم عن الناس كافة، وليس عن محبوب بذاته، وهذه خدعة أخرى، فقد تحل مثل هذه العمومية محل الالتزام بعمل علاقة حميمة مسئولة، ومتشابكة مع شخص بذاته، وإن كان المثل لم ينـف أنه يمكن تطبيقه على…
أكمل القراءة » -
23 سبتمبر
لوحة بلا ملامح
كتابة مــا من أين أبدأ والزمان بلا وطن محمد يحيى الرخاوى كان متاكدا من عبقريته، فى حين بدا وجهه صفحة من بياض لا لون له منذ زمن بعيد، تذكر أن وجهه كان قد غرق فى جسمه حتى ذاب كره كل الألوان حين فأجاته المرآة بحقيقته قرر أن ينام وينسى، وأنه لا داعى للعبقرية ما دام ميتا ميتا، وما دام عبقريا عبقريا. لم يستقر بعد على الشئ الذى سيكون عبقريا فيه، كما لم يستطيع أن يعاقب الله، فقد تأكد أنه لا داعى. -2- للزمان فوهة للأمان أبهة للوجد بعد المجد سور راجعت أصلى / قلت لا مراد ورجعت قلت لا طـريق…
أكمل القراءة » -
23 سبتمبر
”إللى يحب ما يكرهش”
هوامش عن الكره لم يحظ الكره بنصيب وافر فى المثل الشعبى مثلما حظى الحب، ولا توجد أمثلة تعطى للكره قيمته الإيجابية بشكل كاف. يقول المثل: ”إللى يحب ما يكرهش” فإذا أخذنا المعنى بظاهره ،قفـز اعتراض (علمى) يقول، بل بالعكس: إن الذى لا يستطيع أن يكره لا يستطيع أن يحب، بل إننا فى الطب النفسى نميز عرض الاضطراب الوجدانى، باختبار القدرة على الكره، مثل اختبار القدرة على الحب سواء بسواء. ففى الفصام يفقد المريض كلا من قدرته على الحب والكره معا، فى حين أن الاحتفاظ بالقدرة على الكره، حتى لو ضعفت القدرة على الحب، فيه إشارة إلى نوع الاضطراب الوجدانى دون…
أكمل القراءة » -
21 سبتمبر
“أسـَاوِتـْهم ولا خـْـلـُـوّ بيوتهم”
نبل البعد: لكن ثمَّ حبا نبيلا عن بعد، وهو الذى يرجو فيه المحب الخير والسعد وطول العمر للمحبوب، حتى إن كان الواقع يحول دون اللقاء أو الاقتراب، أو حتى إن قست القلوب بالهجر أو بالنسيان، يقول المثل: “أسـَاوِتـْهم ولا خـْـلـُـوّ بيوتهم“ والمعنى جميل، فماداموا (مـَنْ نحب) ينعمون بالحياة، حتى لو قلـّت الزيارة،(أو صلة الرحم)، حتى لو قست القلوب، فإن هذا هو ما يطلبه المحب الطيب لمحبوبه من السلامة مهما بـَعــُْدَ أو قـَـسـَـا، وهذا الموقف مختلف عن الحب من جانب واحد، وعن الحب العذرى ..وما إلى ذلك، ونفس المعنى يؤكده مثل آخر يقول: عيش يا حبيبى، ولو تبكـّـينى، حـِسـَّـك ْ…
أكمل القراءة »