fbpx

“‏إكره‏ ‏ودارى ‏وحب‏ ‏ووارى”

هوامش‏ ‏عن‏ ‏الكره

“‏إكره‏ ‏ودارى ‏وحب‏ ‏ووارى”

وهو‏ ‏مثل‏ ‏غريب‏ علىّ، ‏إذ‏ ‏يبدو‏ ‏أنه‏ ‏يوحى ‏بحرص‏ ‏لا‏ ‏يليق‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏مجتمع‏ ‏خائف‏ ‏من‏ ‏إبداء‏ ‏عواطفه‏، ‏وقد‏ ‏ذكرنى ‏هذا‏ ‏المثل‏ ‏ببدعة‏ ‏جديدة‏ ‏ظهرت‏ ‏فى ‏الطب‏ ‏النفسى ‏لقياس‏ ‏الأثر‏ ‏الذى ‏ينتج‏ ‏عن‏ ‏صراحة‏ ‏مشاعر‏ ‏من‏ ‏يحيطون‏ ‏بالمريض‏ ‏أو‏ ‏خفائها‏، ‏وهو‏ ‏ما يسمى ‏بقياس‏ “المشاعر‏ ‏المـُعـْلنة” Expressed Emotions) E.E)،  ‏وفى ‏البداية‏  ‏قالوا‏ ‏إن‏ ‏المشاعر‏ ‏المعلنة‏ ‏ضارة‏ ‏بالفصامى ‏خاصة‏، ‏ثم‏ ‏تعدَّل‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏التأكيد‏ ‏على ‏أن‏ ‏المقصود‏ ‏هو‏ ‏المشاعر‏ ‏السلبية‏ ‏المعلنة‏، ‏بمعنى ‏الرفض‏ ‏والنهر‏ ‏واللوم والوشم‏ ‏أو الشفقة‏ ‏المتعالية.

إلا أن هذا‏ ‏المثل‏ وصلنى لأول وهلة كأنه دعوة لاخفاء المشاعر إما من باب الذوق أو المجاملة، أو حتى النفاق، ثم أننى تراجعت قليلا حين تصورت أن المثل ‏ينصح‏ ‏بإخفاء‏ ‏كلٍّ‏ ‏من‏ ‏الكره‏ ‏والحب‏، ‏لماذا؟‏ ‏هل‏ ‏لأن‏ ‏حقيقتهما‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏التعبير‏ ‏عنهما‏ معا؟ ‏أم‏ ‏لتجنب‏ ‏العداوة‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏الكره‏، ‏وتجنب‏ ‏احتمال‏ ‏الصدّ‏ ‏فالإحباط‏، ‏فى ‏حالة‏ ‏الحب‏؟‏   ‏

هذا: اللهم إلا إن كان لكلمة “وارِى” بالعامية معنى آخر يقترب من وَرِّى (أَى إْظـِـهر) أى إظهر حبك، فتـَختلف القراءة ويتغير التفسير.

تصورت‏ ‏الإجابة‏ ‏بالإيجاب‏ ‏على ‏كلا‏ ‏الفرضين، وقبلت الاحتمالين.

اترك تعليقاً

إغلاق