عن الإدمان
-
أغسطس- 2019 -18 أغسطس
المدمن المبدع (زيفا)
المدمن المبدع (زيفا) نسمع كثيرا عن أن بعض الملحنين، والمؤلفين، والممثلين يربطون بين إبداعاتهم الفنية، وبين تعاطيهم لهذه المادة أو تلك من مواد الإدمان، وهذا الزعم قد يكون دافعا لذوى المواهب المتواضعة، أن يتشبهوا بهؤلاء المبدعين. إلا أن الحقائق العلمية تؤكد أن الإبداع لا يأتى بفعل كيميائى غبى، وأن هذا “التسهيل” الذى يلجأ إليه بعض المبدعين إنما يحدث لأنهم مبدعين أولا ومع ذلك فإن هذه ليست هى المسألة، وليس هذا ما نقصده بـ “المدمن المبدع” (زيفا) ذى الطموحات الزائفة غالبا، فالفكرة وراء هذه التسمية (المدمن المبدع: زيفا) هى أن تحريك الوعى السائد، وتغيير نوعيته، هو أساس فى العملية الإبداعية بصفة…
أكمل القراءة » -
15 أغسطس
المدمن الثائر، مُجهضا
المدمن الثائر، مُجهضا (سواء كانت ثورة على….. أم ثورة إلى…..) الإدمان (رغم سلبيته)، مثله مثل بعض الأمراض النفسية، قد يكون تعبيرا عن رفضٍٍ مشروع، أو قد يكون احتجاجا على اغتراب هامد، ولابد أن نبحث عن هذا الاحتمال فى كل حالة إدمان، فإذا غلبت هذه الصفة (محاولة الثورة) ظاهرا، أو أمكن استنتاجها تفسيرا، فإن وضع ذلك فى الاعتبار هو أمر هام يفيد فى العلاج، ذلك لأن المطلوب هنا هو أن نوافق على مبدأ الثورة، ثم نحاول أن نقدم بديلا إيجابيا للتعبير عنها أو تحقيقها، بدلا من هذا البديل السلبى (الإدمان) الذى ينتهى بإجهاضها، فضلا عن ما يسبب من مضاعفات وخسائر.…
أكمل القراءة » -
14 أغسطس
المدمن المتداوى
المدمن المتداوى (سواء كان علاجا وقائيا- أم فعليا) أفردنا هذا النوع مستقلا برغم تداخله مع النوع السابق لأنه ليس كل مدمن مريض مدمناً بالضرورة. ذكرنا حالا أن التعاطى قد يكون نوعا من التداوى الذاتي، ونضيف هنا أن هذا التداوى (الذاتى) يبدأ عادة فى مرحلة بدايات أو إرهاصات المرض، وأنه متى نجح نسبيا فى تخفيف الألم أو تجنب رؤية الداخل المفزعة، أو تعرية الواقع المر، أو لو أنه نجح فى تأجيل التناثر المَرَضىِ المهدِّدْ، فإن من تعاطاه لمداواة هذه الأغراض يجد مبررا تلقائيا – ليس واعيا بالضرورة- للاستمرار فى عملية التعاطى فالإدمان، فيجد نفسه فى مسار إلى مآلٍ أخطر من المرض…
أكمل القراءة » -
14 أغسطس
المدمن مزدوج التشخيص
المدمن مزدوج التشخيص (سواء ظهر المرض مع/أم اختفى بـ “الإدمان”) هناك من الاتجاهات العلمية ما لا يعتبر الإدمان مرضا فى ذاته، وهذا ليس صحيحا تماما، لأنه إذا كان العامل الأكثر حسما فى تحديد المرض من عدمه هو الإعاقة، فالإدمان من أكبر أسباب الإعاقة، وحلاَّ لهذا الإشكال فلا بد من توضيح أن ما نعنيه بكلمة مريض هنا هو أن يكون وراء الإدمان مرض آخر، غير اضطراب الشخصية الذى يصاحب الإدمان عادة. ووجود المرض النفسى والعقلى وراء الإدمان أو مع الإدمان قد يظهر بشكل مباشر، وقد يـُستنتج بشكل غير مباشر من التاريخ العائلي، ومن التاريخ السابق لنفس المدمن، ومن التبادل…
أكمل القراءة » -
12 أغسطس
متى يصحّ أن نصف إنسانا ما بالإدمان؟
متى يصحّ أن نصف إنسانا ما بالإدمان؟ يمكن أن نصف أغلب الناس بذلك، وإنما يهمنا ألا نبالغ بالتعميم، فنكتفى بأن نضع ثلاثة شروط لوصف “المتعاطى” (والمتعاطى غير المدمن!) بهذه الصفة (بالمعنى السلبى)، وهى: 1- التعود حتى العجز عن التخلى عما يتعاطاه 2- وتعتيم الوعى على حساب الوعى العادى المسئول 3- والضرر الناتج عن هذا وذاك، بما فى ذلك الإعاقة عن التكيف، وإيذاء الذات، أو الآخرين. – هل يشمل الإدمان عامة بالتعريف الواسع الذى ذكرتَه: المخدرات، الكحوليات، المكيفات بأنواعها، التدخين، الطعام والشراب، وغيرها من بعض السلوكيات المعتادة والشائعة؟! نعم، يشمل كل ذلك، بل وأضيف عليها أنه يشمل: الأفكار…
أكمل القراءة » -
10 أغسطس
عن المدمن المزمن (المستـَتـِب)
ومثلما الحال فى الأمراض النفسية عامة نجد أن المرض حين يزمن يستقر ويستتب، حتى يصبح جزءا لا يتجزأ من الشخصية، فإذا أضفنا تأثير كيمياء التعاطى على بيولوجية التركيب ومن ثـمَّ حركية المرض، أمكن أن نعرف كيف تصبح مادة الإدمان جزءا أساسيا فى أيْض الأنسجة (تمثيلها الغذائى)، يصبح الإدمان تركيبا بيولوجيا غائرا ومتجمدا، ويصبح الانقطاع عنه صعبا، كما يصبح التمادى فيه تدميرا مؤكدا. على أن هناك نوعين أساسيين من الإزمان: (أ) “المدمن المزمن المعتدل“. وكثير من المدمنين الحاليين يأملون فى الوصول لهذا الوضع، حيث يأملون فى الحصول على لذة التعاطى بشكل معتدل دون الخسائر الهائلة والمدمرة التى تصاحب الإدمان إلا…
أكمل القراءة » -
8 أغسطس
المدمن المعاوِد (الدورى- والمتكرر)
تكرار التعاطى، فالتوقف، فالتعاطى، فالتوقف، بالعلاج أو بدونه، هو أمر معتاد فى التعامل مع ظاهرة الإدمان، إلا أنه ليس معنى ذلك أن المدمن يتوقف ثم يعود بسبب إلحاح الإدمان وحده، فدورية الحياة، ودورية الطبيعة البشرية فى شكل الإيقاع الحيوى تفترض أن الاحتياجات -والدوافع- تهيج وتفتر تلقائيا ودوريا، وبالتالى فإن التعاطى قد يلح ويتباعد دوريا. وعلى ذلك ينبغى أن نفرق فى هذه الفئة بين ما يمكن أن يكون تعاطيا “دوريا” (فى وقت معين من السنة مثلا، بعد مدة معينة من الانقطاع) وبين التعاطى المنتكس لظروف الاختلاط الخطر، أو لمجرد الرجعة إلى الوسيلة الأسهل فى تغيير الوعى والحصول على اللذة.…
أكمل القراءة » -
7 أغسطس
المدمن أحيانا: متورِّط (بالصدفة)
هذا يصف إحدى بدايات الإدمان أكثر من وصفه المدمن ذاته، ولا تتحدد الصدفة بمجرد اختفاء “سبق الإصرار”، ولكن الصدفة هنا إنما تشير إلى أن كلا من الدافع (مثل الاستكشاف) والهدف الظاهر أو الخفىّ (مثل الاحتجاج، أو الهرب) لا يظهران بشكل دائم واضح فى الصورة الإكلينيكية، ومَثل هذا المتورط بالصدفة كمَثل الذى تعثــَّرَ وهو يمشى فأصيب، أو “ضرب لخمة” وهو يقود سيارة، فتصادم خفيفا، ليس لأنه لا يحسن القيادة أو تجاوز السرعة، وإنما “هو تعثر” أو تصادم خطأ، هكذا، وفقط. الفائدة والتطبيق: يفضل دائما المبادرة بعلاج هذا النوع (المدمن بالصدفة) بسرعة وحماس وتفاؤل، وذلك قبل أن تبدأ الكيمياء فى ترسيخ…
أكمل القراءة » -
6 أغسطس
المدمن المبتدئ
يعتبر المدمن مبتدئا من خلال تقييم نوع علاقته بالتعاطي، وليس فقط حسب المدة التى قضاها فى التعاطي، وهذا المدمن هو الذى يقال له بالمصرية العامية “طالع فى المقدّر جديد أو “مُحدَث، ويتصف بأنه مازال يستكشف هذه التجربة حتى لو كررها، وأنه لا يطلب نوعا معينا من اللذة أو نوعا معينا من الوجود، وإنما هو يجرب ما سمع عنه، أو ما خطر بباله، ويظل مبتدئا طالما أنه لم يَعْتَدِ الإدمان، ولم يستقر على ما يعطيه له هذا التعاطى من لذة، بمعنى أنه لم يركن إلى وجود إدمانى ثابت بشكل مستمر وممتد. الفائدة والتطبيق: علينا أن نسارع إلى التقاط هذا النوع…
أكمل القراءة » -
5 أغسطس
من هو المدمن؟!
من هو المدمن؟! هناك تعريف طبى أكاديمى للإدمان، تكرر حتى فَـتُرَ، وهو يعرف المدمن بأنه من اعتاد حتى اعتمد على مؤثر كيميائى، طبيعى أو صناعى من خارج جسده، حتى أصبحت خلاياه لا تستغنى عنه. إلا أن التعريف الذى اقترحتـُه ذات مرة بعد الهيـجة الأخيرة الدائرة حول الإدمان هو أعم وأشمل، حيث أرى: أن المدمن هو من اعتاد - بأى وسيلة- على تعتيم وعيه، حتى أغلق اهتمامه، وسكن إلى اعتمادية ضارة، سواء كانت هذه الاعتمادية المستمرة والمعطلة هى اعتمادية على أحد أو على فكرة، أو على عقيدة أو على وصفة طبية كيميائية….إلخ. متى يصحّ أن نصف إنسانا ما بالإدمان؟ بالتعريف السابق،…
أكمل القراءة »