fbpx

– الشذوذ الجنسى مرض نفسى أم عضوى؟

– لماذا دائما الهاجس الجنسى هو المحرك لكل سلوكياتنا، فالدين نتعرض له من منظور جنسى، وتسويق السلع يستغل فيها الدافع الجنسى، وتقييمنا للآخر أخلاقى جنسى وليس من منظور الطباع الانسانية.. فى كل شئ الجنس هو المحرض الدائم على الفعل وعلى النقد.. وهل لذلك علاقة بتاريخ التخلف أم أنه نفسى بشرى أى تحتمه الطبيعة البشرية عموما؟؟

بالنسبة لهذه النقطة بالذات، لا أحسب أننا مختصون بذلك، فالمجتمعات التى تقول عن نفسها أنها أرقى، وربما عندها حق، يسرى عليها ما أشار له السؤال. إذن المسألة ليست مسألة تخلف من عدمه، ويمكن متابعة ما يسمى الفيديو كليب فى القنوات الأجنبية، ثم إن علاقتنا بما هو جنس علاقة مشوهة تاريخا وحاضرا، وأنا أتصور أن موجة التدين السائدة لها جذور يمكن تتبعها إلى سوء فهمنا للجنس والدين على حد سواء. أما أن الجنس هو جزء من الطبيعة البشرية، فهو كذلك حقيقة وفعلا، لكن الاختلاف فى التعامل مع هذه الطبيعة البشرية سواء فى علاقتنا بأجسادنا أو علاقتنا بالآخر هو ما ينبغى أن نوليه اهتماما أكثر فأكثر، لأن الموضوع إما غامض، وإما مختزل، وإما مشوه عند أغلبنا فى معظم الأحيان.

– ما هى أسباب الشذوذ الجنسى وما هى دوافعه؟

مازال الأمر صعب التحديد بالنسبة لهذه الظاهرة المتزايدة الانتشار فى العالم الغربى، فَمِنْ قائل إن ثمة استعداد وراثى، أو من تأثير البيئة، أو دليل على قصور فى تحديد الهوية أثناء النمو إلى إلى ذكر أوأنثى فى وقت مناسب.

أما الدوافع فهى تختلف حسب الثقافة العامة، والثقافة الفرعية، وأيضا حسب نشأة كل واحد، والفروق الفردية، لا يمكن تعميم الكلام عن الدوافع هكذا للجميع مرة واحدة.

– الشذوذ الجنسى مرض نفسى أم عضوى؟

فى التقسيمات الأحدث (القريبة أساسا) لم يعد الشذوذ الجنسى يعتبر مرضا نفسيا، بل إن فرويد نفسه لم يعتبره كذلك، لكن مجتمعنا والمجتمعات التى مِثْلها تعتبره انحرافا غريبا وخاصة أنه مازال نادرا، لكن يمكن أن يتراجع هذا الموقف – للأسف – إذا زاد انتشاره كما هو جار فى المجتمعات الغربية التى لم يتوقف الأمر على قبوله اجتماعيا، بل إنه جارى تسويقه والدفاع عنه علانية بشكل ما.

– لاحظنا أن كثيراً من الشواذ جنسيا ناجحين فى حياتهم، فهل لهذا المرض دخل فى هذا؟

لا يمكن الجزم بذلك إلا باحصاء دقيق، وأيضا لابد من تحديد معنى “النجاح”، لكن لا يوجد هناك تعارض بين السلوك الجنسى الشاذ وبين النجاح بصفة عامة، وخاصة النجاح فى بعض مجالات الفن وربما الإبداع، لكن لابد من التنيبه أنه لا توجد علاقة سببية بمعنى أن الشذوذ ليس سببا فى النجاح ولا أن النجاح هو تعويض مثلا للشذوذ، ربما تكون المسألة مصادفة، وربما تكون تعويضا وربما تكون نتيجة لمساحة الحرية التى سمح الشاذ لنفسه بها، ثم إن هناك كثيرا من الشواذ فى منتهى الفشل وخاصة فى مجتمعنا، ربما نتيجة للشعور بالذنب أو بالعار، كل شئ وارد.

– مشاعر الشاذ جنسيا تكون مشاعر حب ناحية إنسان من نفس نوعه، فهل بالحتم يتجه الشاذ لممارسة الجنس أم أنه يكتفى بمشاعر الحب فقط؟

قد يقتصر الشذوذ فعلا على مشاعر الحب فقط دون ممارسة الجنس، وفى هذه الحال لا يطلق عليه أسم الشذوذ اللهم إلا إذا حال هذا الحب دون ممارسة الحياة الجنسية مع الجنس الآخر بشكل طبيعى.

– هل يستطيع الشاذ جنسيا تكوين أسرة مثل أى فرد عادى؟ وهل يجد اللذة فى معاشرة زوجته؟

نعم يستطيع أن يكون أسرة، خاصة لو توقف عن الشذوذ، بل إن هناك بعض من يكون أسرة ناجحة نسبيا دون أن يتوقف خاصة لو نجح أن يقوم بدوره الشاذ ودوره الطبيعى فى نفس الوقت، وأن يخفى ذلك عن زوجته (أو زوجها) ـ معنى ذلك أن بعض الشواذ قد يتمتع بالجنس مع نفس نوعه ومع الجنس الآخر فى نفس الوقت، لكن لا توجد قاعدة لذلك.

– هل يمكن الشفاء من هذا المرض؟ وهل مرت على سيادتكم حالات قد تم الشفاء منها؟

بصراحة، الشفاء صعب خصوصا بعد أن شاع أنه أمر وراثى، وأيضا بعد أن زاد تواصل الشواذ بعضهم مع بعض عبر العالم، وبعد أن أبعدوه من قائمة الأمراض، فمن البديهى أننا لو لم نعتبره مرضا، فإننا لا نطرح فكرة العلاج أصلاً لأن العلاج لا يكون إلا للمرض.

 لكن فى مجتمعنا الأمر يختلف لأن المجتمع بصفة عامة يرفض الشذوذ، وهذا من مصلحته إتاحة الفرصة لتكوين ضمير داخلى يريد أن يتخلص منه بما يساعد فى العلاج ـ لكنى أكرر أن العلاج صعب، اللهم إلا إذا كان الشذوذ مجرد مرحلة عابرة، فيكون العلاج فى المساعدة على إتمام مراحل النمو فلا يعود صاحبه فى حاجة إلى ما سُمى شذوذا بعد أن يتجاوز هذه المرحلة.

– ما هى الأمراض النفسية التى تصيب الشاذ جنسيا؟

إذا أعتبرنا أن الشذوذ مرض فهذا يكفى، أما إذا أعتبرناه انحرافا لا يصل إلى درجة المرض فإن الأمراض النفسية التى تصيبه هى هى الأمراض النفسية التى تصيب أى فرد فى المجتمع من أول القلق حتى الفصام. لكن هناك أمراض نفسية قد ترتبت على موقف المجتمع الذى يعتبر الشذوذ نقيصة وعارا ووصمة، وفى هذه الحالة يصبح الشعور بالذنب غالبا هو الذى قد يظهر فى شكل اكتئاب مرضى ثم خذ عندك الأمراض النفسية التى تترتب على الإصابة العضوية المرتبطة بالشذوذ مثل الأصابة بالإيدز الذى له مضاعفات نفسية عديدة.

اترك تعليقاً

إغلاق