“إكره ودارى وحب ووارى”
هوامش عن الكره
“إكره ودارى وحب ووارى”
وهو مثل غريب علىّ، إذ يبدو أنه يوحى بحرص لا يليق إلا فى مجتمع خائف من إبداء عواطفه، وقد ذكرنى هذا المثل ببدعة جديدة ظهرت فى الطب النفسى لقياس الأثر الذى ينتج عن صراحة مشاعر من يحيطون بالمريض أو خفائها، وهو ما يسمى بقياس “المشاعر المـُعـْلنة” Expressed Emotions) E.E)، وفى البداية قالوا إن المشاعر المعلنة ضارة بالفصامى خاصة، ثم تعدَّل الأمر إلى التأكيد على أن المقصود هو المشاعر السلبية المعلنة، بمعنى الرفض والنهر واللوم والوشم أو الشفقة المتعالية.
إلا أن هذا المثل وصلنى لأول وهلة كأنه دعوة لاخفاء المشاعر إما من باب الذوق أو المجاملة، أو حتى النفاق، ثم أننى تراجعت قليلا حين تصورت أن المثل ينصح بإخفاء كلٍّ من الكره والحب، لماذا؟ هل لأن حقيقتهما أكبر من التعبير عنهما معا؟ أم لتجنب العداوة فى حالة الكره، وتجنب احتمال الصدّ فالإحباط، فى حالة الحب؟
هذا: اللهم إلا إن كان لكلمة “وارِى” بالعامية معنى آخر يقترب من وَرِّى (أَى إْظـِـهر) أى إظهر حبك، فتـَختلف القراءة ويتغير التفسير.
تصورت الإجابة بالإيجاب على كلا الفرضين، وقبلت الاحتمالين.