هل الجان أو الشيطان يدخل جسم الإنسان أم لا؟!
هل الجان أو الشيطان يدخل جسم الإنسان أم لا؟!
لا طبعا، لا يدخل ولا يخرج، لكن هذا ما يشعر به بعض المرضى وهم يفسرونه كثيرا تفسيراً لما ألمّ بهم لا أكثر فما تفسير ظاهرة التنويم المغناطيسى.. وظاهرة تحريك الأشياء بمجرد النظر إليها.
- إن هذا التفسير (المس بالجن)، وقد شاع مؤخرا بشكل شبه وبائى، ليدل على مرحلة نمو شخص معين، وكذلك على مرحلة نمو شعب معين، وهذا التفسير ليس قاصرا على مصر والبلاد العربية، وإنما هو منتشر حتى فى البلاد المتقدمة، وإن أخذ أسماء أخرى وأشكال أخرى مثل العلاج الروحانى أو العلاج الدينى أو العلاج بالبركة.
- وفى الفترة الأخيرة فى بلادنا، حين زادت موجة التدين السطحى، وكذلك حين افتقر عامة الناس إلى العدل، وإلى الوضوح، وإلى المنطق الذى يفسر الظواهر، لجأ الناس إلى التفسيرات الغيبية، حتى لمظاهر الحياة العادية فما بالك بظاهرة الأمراض النفسية وهى ظاهرة معقدة ومتداخلة وخفية الأسباب عادة، كثيرا ما تأتى إلى حالات بعد مرورها على الشيوخ، وكثيرا ما ذهبت حالات من عندى أثناء العلاج أو بعده إلى الشيوخ، لكننى شخصيا لم أقم بتحويل أية حالة واحدة إلى شيخ أو قسيس، وأنا لا أرفض هذه الظاهرة بشكل تشنجى أو مطلق، وبالتالى أنصح المريض بوضوح أن ينتبه إلى مصلحته، وأن يقيس خطواته بمقياس الصحة والسلوك السوى، وأن يفعل ما هو مقتنع به فى حدود ثقافته وعقيدته، وفى حدود ما يسمح به القانون، فإذا ذهب بعد ذلك إلى هذا الشيخ أو ذاك، فهو سيتعلم من خبرته ما يوجهه إلى الوجهة الصحيحة، ولكن للأسف الذين يأتون لى من عند بعض المشايخ والقسس قد يكونون قد مروا بخبرات مؤلمة من الضرب (تحت زعم ضرب الجان) والقهر والإيحاء العشوائى، فيحضرون وبهم كدمات وإصابات خطيرة ناهيك عن تدهور حالتهم النفسية.
- أنا مقتنع بحق المريض فى تسميه ما يصيبه بالإسم الذى يناسبه، فما يسميه المريض مسا من الجان جانا، قد أسمية أنا ظهور أو غلبة حالة من “حالات الذات” (حالة أنا)، أو أسميه نشاط نشاز من نشاطات مستوى من مستويات تنظيم المخ، ولابد أن نحترم ما يقوله المريض لأنه صاحب حاجة، وقد يكون مناسبا أن نترجم معتقداته إلى لغة علمية. ما أمكن ذلك، أما الرفض ابتداء وعلى طول الخط، فهو لن يفيد أحدا، ولن يقلل من انتشار الظاهرة، بل قد يزيد من سلبياتها.