لا يصلح العطار ما أفسد الدهر
المجتمع العلاجى
مفهوم المجتمع العلاجى (والعلاج الجمعى)
فما هو هذا الدهر القادر على إصلاح ما أفسد الدهر؟
مادمنا نفترض أن الزمن السلبى الماضى – بما فيه من ناس وأحوال - قد يؤثر سلبيا على الإنسان حتى يمرض، فلابد أن نفترض فرضا مقابلا يقول:
إن الزمن إلايجابى الحاضر - بما فيه من ناس وأحوال- لابد وأن يؤثر على المريض حتى يشفى.
واجبنا الأول – إذن- هو تهيئة هذا الزمن – الدهر/المجتمع- بمواصفات معينة تمكننا كمعالجين من تعديل المسار: من الإعاقة، والخمول، والتواكل، والهرب فى الخيال، إلى الفعل، والإيجابية، والإقدام، وتنمية الإبداع، والتناغم مع الآخر إلى غاية ما يمكن مما ليس كمثله شئ (وجهه سبحانه).
هذا ليس مطلبا فى ذاته فى كل حالة، لكن ينبغى أن يكون هو أمل الطبيب (المحكوم بالواقع) ما أمكن ذلك.
المجتمع الذى يعيش هذا الأمل، ويحاول منح هذه الفرص، هو ما يسمى علاج الوسط، أو المجتمع العلاجي.
إن تكوين مثل هذا المجتمع ليست عملية صناعية مفتعلة بعيدا عن الواقع الاجتماعى، إنها فى واقع الحال محاولة عودة إلى مجتمع صحى طبيعى، قد يكون مختلفا بعض الشيء، فطريا بعض الشيء، ثائرا من حيث المبدأ، (لا بلغة الثورة السياسية) سريعا من حيث الإيقاع، لكنه فى البداية والنهاية ينبع من الواقع، ليصب فى الواقع إلى دوائر الواقع الوعى الممتد.
فما هى معالم هذا المجتمع، وكيف نؤسسه، وكيف يُشفى المريض من خلاله؟