حوار شيل الهم:
هذا النوع شائع بوجه خاص فى المجتمعات الشرقية، وربما المصرية بوجه أخص،ويمكن أن تندرج تحته أنواع فرعية نذكر بعضها فيما يلى:
أ- حوار المناحة” وفيه يتواصل الشخصان (أو الناس) بأن يشكو كلٌّ همه للآخر، ليخفف بعضهم عن البعض، وتقوم الندابة فى المآتم (أوكانت تقوم) بتحفيز مثل هذا الحوار بين أهل الميت والمعزين، بترديد ما يسمى “العديد”
تعقيب محدود:
هذا النوع ليس له علاقة مباشرة بجدلية الوعى بقدر ما هو تفريغ لطاقة مشروعة لم تتح لها الفرصة بالقدر المناسب فى الوقت المناسب
أما علاقته بحركية تشكيل الوعى فهى محدودة، وتتوقف فاعليتها على ما نقوله للمشارك (أو المدعى المشاركة) فى العلاج الجمعى مثلا قد نطلب من المشارك أن يقيس مشاركته بمدى ما تحرك “فيه” “له” هو من واقع تقمصه، وهذا ما يميز تفاعله عن مجرد الشفقة والمواساة.
ب- “حوار التشفى الخفى” وهو الذى يتمثل فى المثل القائل “من شاف بلاوى الناس هانت عليه بلوته” وبرغم تصور كثير من الناس بعض الإيجابية فى مثل هذا الموقف، حتى شاع خطأ أنه من بعض ما يبرر أفضلية العلاج الجمعى (ياه!! هكذا أرى أن هناك حالات أسوأ من حالتى!!) ، فإنه ليس بنائيا ولا طيبا مع أنه قد يفيد فى بعض المراحل، وقد ينفع فى بعض العلاجات السطحية لذوى الشخصية “الذاتوية” بقدر أو بآخر، خاصة إذا ألحق بحمد الله أنّ ما نحن فيه هو أقل مما يعانيه الآخرون.
هذا الموقف يكاد يكون عكس ما نعنيه بالمواكبة. كلما أثير مثل هذا القول فى جلسات العلاج الجمعى ، نعرج بالتفاعل إلى احتمال بديل آخر يقول:
”من شاف بلاوى الناس زادت عليه بلوته”،
تذكرة بالحوار السابق وأننا نحمل هم بعضنا البعض معاً، آملين أن يخف عن كل واحد منا معا، بدلا من إعلان (حتى لأنفسنا) أننا سعداء لأن مصيبتنا أخف.
تعقيب محدود:
لا يظهر هذا لنوع صريحا فى العلاج الجمعى، وبالتالى لا يبدو أن له علاقة بتشكيلات الوعى معا، لكن هذه ليست كل الحقيقة ، فقد يصل حذق المعالج فى العلاج الجمعى أن يكشف عنه، لا ليقوم بالتأنيب عليه أو شجبه بطريقة أخلاقية مسطحة، وإنما للتعرف على مستويات الوعى المكبوتة، وكيفية احتوائها للتعامل معها ، مع حركية المواكبة، واحتمال التناقض، واحتواء الأضداد على مسار النمو
جـ- حوار المواساة” بما يحمل من معانى “الإشفاق“ “والطبطبة” (طب الشيء: تلطف به وترفق) وهذا النوع من الحوار – ككل – له فائدة علاجية وهى بمثابة الوعد بالمشاركة وبكسر الوحدة،
تعقيب محدود:
مهما بدا هذا الحوار سطحيا أو حتى فشل عند الاختبار، فإنه قد يؤدى وظيفة محدودة فى بداية التقارب، لكن إذا زادت جرعته فإنه قد يصبح موقفا فوقيا ليس فيه قدر كاف من إعادة تشكيل الوعى معا، فإذا لم يتطور ، فهو يصبح غير كاف، وأحيانا معطل