المدمن المبتدئ
من كتاب: "بعض ما يجرى داخل المدمن" ولمحات من ثقافتنا الشعبية
يعتبر المدمن مبتدئا من خلال تقييم نوع علاقته بالتعاطي، وليس فقط حسب المدة التى قضاها فى التعاطي، وهذا المدمن هو الذى يقال له بالمصرية العامية “طالع فى المقدّر جديد أو “مُحدَث، ويتصف بأنه مازال يستكشف هذه التجربة حتى لو كررها، وأنه لا يطلب نوعا معينا من اللذة أو نوعا معينا من الوجود، وإنما هو يجرب ما سمع عنه، أو ما خطر بباله، ويظل مبتدئا طالما أنه لم يَعْتَدِ الإدمان، ولم يستقر على ما يعطيه له هذا التعاطى من لذة، بمعنى أنه لم يركن إلى وجود إدمانى ثابت بشكل مستمر وممتد.
الفائدة والتطبيق:
علينا أن نسارع إلى التقاط هذا النوع بشكل يقظ ومسئول، لأن مثل هذا المتورط يستحسن ألا يسمى مدمنا بعد، حيث يمكن من خلال العلاج النشط المبكر اللحاق به قبل أن يتمادى، وأيضا لأننا لابد أن نحترم دافع الاستكشاف فيه، وأن نوفر له سبلا أخرى صحية تحقق له هذه الرغبة فى الاستكشاف والتغيير.
إن من تعاطى عدة مرات، ولم ينضم إلى مجتمع المدمنين أو ثلة المدمنين ولم يكتسب بعد ما يسمى “ثقافة الإدمان” من المهم اعتباره - بكل حذر- مدمنا مبتدئا، فهذا قد يكون مفيدا له ولنا، ويمكن أن يسمى أحيانا “المدمن المتقطع“، إذا كانت بداياته تتناوب مع فترات قصيرة من التوقف.