المدمن والمعالج فى المجتمع العلاجى
1-معالم المريض (أو المدمن) والمعالج فى هذا المجتمع :
* المريض (فى هذا المجتمع) هو:
أ- هو إبن فى ورطة، أو عزيز ضل,
( الورطة قد تكون كيميائية أيضا)
ب- ثم هو أخ فى شركة (مساهم فى دفع المسيرة)
جـ- ثم هو والد فى موقف (أحيانا فى الوقت المناسب إذا لزم الأمر) !!
* والمعالج (فى هذا المجتمع) هو:
أ- والد فى موقف
ب- ثم أخ فى شركة (مساهم فى دفع المسيرة)
جـ- ثم شاكرٌ متعلـِّم، قادر على أن يبدأ مع “آخر”من جديد، وهكذا”.
2- مفهوم الصحة
الشائع عند معظم العامة وكثير من الأطباء أن الصحة هى عدم وجود الأعراض،
أما فى المجتمع العلاجى فلا يوجد مفهوم واحد محدد للصحة، فهناك مستويات للصحة ومراتب، ومراحل كذلك، كما أن الصحة فى هذا المجتمع هى عملية مضطردة، هى مسيرة مستمرة نحو مزيد من التوازن والفاعلية فى آن، ليس معنى ذلك أن المجتمع العلاجى يقبل بقاء الأعراض أو هو لا يحرص على اختفائها………
مفهوم الصحة الذى يتبناه المجمع العلاجى هى نوع من التواجد المتحرك المرن، المتقـِنُ للفعل اليومى، وفى نفس الوقت المتـّصِـل بما بعد الفرد، ليس فقط ما بعده من ناس وأشياء ومستقبل منظور، وإنما ما بعده من وجود ممتد فى الغيب بيقين حيوى وممارسة متواضعة فى نفس الوقت.
وبرغم غرابة مثل هذه اللغة بالنسبة للشخص العادي، وبرغم ما قد يسمح به هذا التعريف من احتمال الشطح والتغييب فى كلمات تبدو مثالية غير واقعية صعبة التحقيق، فإن التأكيد على الفعل اليومى فى السلوك العادى، هو الذى يسمح بأن يصبح مثل هذا التعريف وهذه المواصفات أمرقريب وعادى وغير متجاوز لأى علاقة وثيقة وبسيطة بالواقع.
3- مفهوم العلاج:
يختلف مفهوم العلاج التقليدى عن العلاج فى المجتمع العلاجى، ليس فقط من حيث التطبيق (كما ذكرنا سالفا فى الجدول والمتن)، وإنما أيضا من حيث الهدف، فإذا كان الهدف فى العلاج التقليدى هو إزالة الأعراض، والتكيف مع الناس، فالهدف فى المجتمع العلاجى هو: إحياء الخامل، ومنع التوقف، واستعادة النبض الحيوى لتحقيق مرونة الفطرة فى توجه الإيمان بمعنى التناسق مع المجتمع المحيط المتوجه إلى وجه المطلق.
إن الوسيلة إلى ذلك -كما ذكرنا- هى كل ما تيسر من العلم، و الصحبة، و التعليم و التدريب.
4- من هو المعالج فى المجتمع العلاجى:
الطبيب هو المعالج الأول، وربما الأخير فى العلاج التقليدى، قد يستعين بخبرة هذا المختص فى القياس النفسى، أو ذاك المختص فى العلاج بالعمل، لكنه فى كل حال هو المعالج فى النهاية.
أما فى المجتمع العلاجى فإن المعالج، هو كل فرد فى هذا المجتمع دون استثناء: أى أن كل من له علاقة خاصة، أو وثيقة، أو دالة بالمريض هو مشارك بالضرورة فى العملية العلاجية: فهو تلقائيا يبذل كل ما يمكنه مما يتماشى مع التوجه العام ، وفى نفس الوقت هو يتعاون فى أن يتوقف عن ما يمكن أن يتورط فيه من سلبيات قد تضر بمسيرة العلاج ، ويستهدى لتحديد ذلك مع أى من فريق المعالجين الاكبر فالأصغر، إن ذلك يشمل بداهة أن يكون المرضى الآخرين والمدمنين الآخرين معالجين بدرجات مختلفة فى مراحل مختلفة.
إن المجتمع العلاجى يقوم بهذه المهمة من خلال “دينامية الحركة العامة”، فى توجّه ضام هادف.