الجراحة النفسية
– ماذا يعنى بمفهوم الجراحة النفسية؟
- وهل هو علم حديث…. أم هو تقدير لما تم من قبل فى علم النفس؟
أن جراحة المخ (وهو التعبير الأسلم) لعلاج الأمراض النفسية أخذت فى الأيام الأخيرة اهتمامين: الاهتمام الأول بين جراحى الأعصاب وبعض أطباء الأمراض النفسية الذى يؤمنون بالتفسيرات العضوية البحتة للأمراض النفسية والاهتمام الثانى بين الشباب الثائر وبعض المساهمين فى الحركة المناهضة (أو المصلحة) للطبيب النفسى وبعض المحللين النفسيين.
وقد كان الفريقين على طرفى نقيض بالنسبة لهذه القضية (هذا بديهى من نوعية شخوصهم ومواقفهم) ففى حين يقول الفريق الأول أن المخ البشرى آلة مثل سائر الآلات فيه سلوك وتوصيلات يمكن قطع بعضهم اذا كانت الذبذبات فيها مشوشة أو مزعجة، مع الأمل فى أن تتم التوصيل عن طريق آخر بلا تشويش… فى نفس الوقت يقول الفريق الثانى أن هذا عبث بأرقى أعضاء الانسان فان المخ البشرى ليس مذياعا ولا تليفزيوناً ينقطع فيه التوصيل فيصلح أو تغير لمباته ولكنه عضو خلاق مبدع أساسا لا ينبغى الاقتراب من أسلاكه أبدا حتى لا يفقد انفراديته وذاتيته، ولكن ما علينا إلا أن نعيد تنظيم عمله ليحسن هذه التوصيلات ويعمل لما هيئ له وهو الخلق والابداع بالاضافة إلى الوظائف الأدني.
أما أن الجراحة النفسة علم حديث ‘فلا’ فقد بدأت الفكرة حين أصيب أحد الجنود الذين يعانون من مرض نفسى بشظية قطعت أليافا معينه فى الفص الأمامى للمخ فاختفت أعراض مرضه وهنا بدأت فكرة الجراحة النفسية ويعمل عملية لقطع هذه الألياف.
أما الحديث فيها أنها تتجه إلى قطع هذا العدد الهائل من الألياف ولكنها تكتفى بتثليج نواة معينه فى جسم اسم المثالا هوس (المهد) فيقع فى قاع المخ بين المتصبين الكرووين فتأتى بالنتائج المرجوه دون مبالغة فى قطع ألياف لا لزوم بقطعها.
فالحديث فى الموضوع هو سهولة الطريقة وأمانها من ناحية ثم بعد ذلك تجديد موضع الاتلاف كجزء بسيط ودقيق جدا بحيث تتجنب كثيرا من المضاعفات الشائعة من ناحية أخري.