التغيير الذى طرأ على دور الأب والأم
التغيير الذى طرأ على دور الأب والأم (الزوج والزوجة من سلبيات مؤخرا)
عن دور الأب والأم فهو قد تغير بشكل يستدعى النظر فعلا، فمن ناحية تراجع دور الأب الحازم الحاضر، غير القاسى اللحوح، أو القاسى المدير، وعلى الجانب الآخر تراجع دور الأم الحانية الودود التى تتركز أمومتها فى أنها متلقية ومنصتة ومسامحة (مفوتة) رغم إنذاراتها الطيبة الجوفاء !!!
فماذا حل محل هذا وذاك؟ طبعا لا يصح التعميم، ولكن ثمة الأب:
(1) مهزوز بدرجة أو بأخرى أمام زوجته وأمام أولاده، وهو الذى لا يحسم الأمور بالقدر الكافى الذى اعتادته الأسرة المصرية من قبل (2) وأب مهزوم، ولا أعنى بالهزيمة نتيجة معركة ما، وإنما أقصد أنه مهزوم بلا قضية، وبهدف غامض، ومستسلم تحت عناوين مختلفة، مثل أنه لا فائدة، أو أن الظروف أقوي، ومثل هذا الأب هو الذى يكرر للأولاد حكاية “أنتم أحرار”، فى حين أنه هو شخصيا ليس حرا، و(3) أب غائب، والغياب هنا ليس فقط الغياب بالجسد، وإنما هو غائب بمعنى أنه إذا تكلم إليه لم يسمع، وإذا حضر لم يستشر، وإذا استشير لم يفت، وإذا أفتى لم يعلن مسئوليته عن فتواه، وبالتالى فهو إن غاب لا يسأل عنه و (4) أب مستثمر وهو الذى يعامل أولاده فى الدراسة وغيرها باعتبارهم مشروعا استثماريا يكمل نقصة ويحقق طموحاته هو لا ما يكملون به ذواتهم، أو يحققون إبداعاتهم.
أما الأم:
ولا أعمم أيضا- فهى أكثر اضطرابا: مابين (1) أم بعض الوقت، وهى الأم التى تتوهم المساواة فى حين أنها تقوم بعملين (على الأقل) دون تقدير أو رد جميل، عمل يزيد مصدر الأسرة، وعمل ربة المنزل، و (2) أم متفرغة مع وقف التنفيذ !! فالأولاد لا تتحاور معهم، وتكاد لا تعرف عنهم شيئا، رغم أنها مشغولة طول الوقت بالحديث “عنهم” لا “معهم” فهى تنقلب مديرة منزل لا أكثر و (3) وأم ممتلكة تعامل أولادها وكأنهم ملكية خاصة، لا ينقص إلا أن تسجلهم فى الشهر العقارى، وهى بالتالى تتدخل أكثر مما يجب، وتتجسس أكثر مما يجب.