لم يعد التحليل النفسى هو التفسير الأمثل للظواهر الجماعية ولا حتى الفردية فالتحليل يمكن أنُ يرجع الإرهاب إلى مواقف ومواقع طفلية تم فيها سلب الطفل من حقه فى تكوين “ذات” مستقلة قادرة على الجدل والحوار مع ذات مستقلة أخرى، وهذا هو أساس ما يسمى الحوار الخلاّق، وهو أيضا جوهر تحقيق الذات غير منفصلة عن المجموع حسب برامج النمو والتطور، وأهمها هنا: برامج الدخول والخروج الفطرية، إن الحرمان من ممارسة هذه البرامج الطبيعية فى النمو والتى لها علاقة وثيقة بما يسمى التحليل النفسى، لكنها ليست من أدبيات التحليل نفسه، يحيل الذات البشرية إلى وعاء مصمط قابل أن يلقى فيه الجاهز من الأفكار السوداء والتعصبات والعنصرية دون فحص أو نقد أو مراجعة، وهذا هو أساس طبيعة التفكير للإرهابى للصغير والكبير على حد سواء.