الأم وغريزة الأمومة
– ما هى الطبيعة النفسية لعلاقة الأم بطفلها حديث الولادة (الرضيع)؟
هذه علاقة شديدة الحساسية متعددة الجوانب،بقدر ما تفرح الأم بأنها أصبحت أما يمكن أن يهتز توازنها إذا لم تكن مستعدة لهذا الدور الجديد، أو لهذا الانفصال الجسدى القوى الواضح.
فالأم تحتوى طفلها تسعة أشهر وتضع عليه الآمال والتصورات التى قد تفتقدها عقب الولادة ثم إن الولادة النفسية (انفصال ذات الطفل عن ذات الأم) تتأخر عن الولادة الطبيعية لمدة طويلة (قد تصل إلى سنوات فى الحالات غير الطبيعية) كذلك فإن الأم المعرضة للإصابة بأمراض نفسية شديدة أو أمراض عقلية قد تعجز عن أن تفصل بين الذات الطفلية بداخلها فى اللاشعور وبين طفلها الوليد؟
– ولكن ما معنى الذات الطفلية بداخل الأم؟
كل إنسان يحمل فى داخله طفلا ورضيعا وكهلا وغير ذلك من ذوات متعددة، فالتركيب البشرى لم يعد يصور فى شكل الشعور واللاشعور، وإنما المفهوم الأحدث يعلن أن الإنسان مكون من ذوات متداخله من أهمها الذات الطفلية فى داخل الأم فى هذه الحالة. والأم قد يختلط عليها الأمر – دون أن تدرى- قتستقبل طفلها الوليد أنه طفلها الداخلى، فتنزعج من هذا الانفصال وكأنها انشقت هى نفسها إلى أجزاء متعددة بما يخل توازنها فتنشأ المضاعفات النفسية.
– معنى هذا أن الولادة مأزق حقيقى؟
طبعا، لكنه مأزق يعلن أن الأمهات انفصلن عن الطبيعة الفطرية السليمة، لأن الأم المتصالحة مع نفسها لا تعانى من أى من هذا، حتى لو أسقطت طفلها الداخلى على رضيعها.