الأسرة ليست (فقط) مفرخة للأولاد
الأولاد هم مكملون للأسرة بداهة، لكن الأسرة تقوم حتى بدونهم،
فى ثقافتنا العربية يصعب قول ذلك، مع أنه احتمال موجود ومقبول وناجح فى بعض الأحيان.
لا ينبغى أن تكون هذه الضرورة البديهية (الأولاد) هى الرباط الأول (والأخير أحيانا) الذى يحافظ على تماسك أو استمرارية الأسرة،
فى أحيان كثيرة، خاصة إذا تهددت الأسرة بالتفكك (الطلاق) يقول أحد الأطراف (الزوجة عادة) أنها سوف تتراجع أو تتنازل من أجل الأولاد، هذا أمر يبدو طبيعيا فعلا، لكن فائدته لابد أن تكون فى حدود محسوبة، لأن إعادة رأب الصدع من خلال إعادة تعاقد الطرفين مع وجود الأولاد كعامل مساعد، هو أمر يختلف تماما عن الاضطرار إلى الإستمرار بنفس المواصفات والشروط التى أدت إلى الشرخ الذى أوصل الأسرة إلى مأزق الانفصال.
بعض البنات شعوريا أولا شعوريا يقبلن على حُلم الزواج لتحقيق أُمومتهن قبل أو بدون النظر إلى مشاركة آخر أو إرساء قواعد هذه الوحدة البشرية الصعبة التى اسمها الزواج.
هذا ليس مرفوضا (خاصة إذا كان هدفا لاشعوريا) لأن مؤسسة الزواج، يمكن أن تنمو بذاتها لذاتها بغض النظر عن الهدف الشعورى أو اللاشعورى الذى بدأت بسببه أو من أجله.
أن يدعم وجود الأولاد استمرار وحيوية الأسرة شئ، وان تستمر الأسرة من اجلهم أساسا او تماما شئ آخر.
دعونا نعترف ان هذه الحجة – فى بعض الأحيان – تكون نوعا من التبرير للتراجع، أو سبيلا إلى إعادة النظر، وهذا جيد ومقبول، حتى لو تم على مستوى لا شعورى،
وعلينا أيضا أن نعترف بقدر مناسب من الألم ان استمرار الأسرة على أساس واهٍ، أو بمضاعفات حقيقية لطرف واحد، أو للاثنين قد تكون أوخَمَ عاقبة عن إنهاء التعاقد لصالح الأولاد بعد التنظيمات المناسبة، ويا حبذا باستشارة علمية ودينية واجتماعية موضوعية مناسبة