عن الأدب/وعن الأدب الشعبى
-
سبتمبر- 2019 -4 سبتمبر
إجرى يا ابن آدم جرى الوحوش وغير رزقك لم تحوش
إجرى يا ابن آدم جرى الوحوش وغير رزقك لم تحوش فيخيل إلينا أن هذا المثل ومثله إنما يوحى أنه لا طائل وراء الجرى والاجتهاد، ما دام الرزق مقـدورا ومقدرا، ولكن النظرة الثانية والمتعمقة توحى لى بأنه لا ينهانا عن الجرى بل لعله يصر على أن نواصل الجرى، حتى لو كان الرزق مقدرا مسبقا، ومحددا ابتداءا، وكأنه يأمرنا بأن نجتهد إلى أقصى المدى شريطة ألا نتصور-غرورا- أن جـَـرْيـِـنا مهما بلغ، هو السبب “المباشر” للعائد منه، ذلك أن عائد الجرى لا يتوقف “فقط” على شدة الجرى وسرعته، بل هو يتأثر حتما، وربما أكثر، بطبيعة الأرض التى نجرى عليها، والطقس الذى نجرى فيه،…
أكمل القراءة » -
أغسطس- 2019 -27 أغسطس
قالوا لـْفرعون إيش فـَرْعـَـنـَـك قال مالقيتش حد يردنى
الوقاية تستلزم أن يتذكر أى كبير أنه يحتاج بدوره إلى كبير، وكبير الكبير يحتاج إلى من هو أكبر، وقد يكون ذلك فى اتفاق معلن أو خفى يسمح بأن يأتيه الدعم المناسب من مجموع المعتمدين عليه، وبغير هذا الحوار بين القائد والجموع، لا مفر من الانحراف إن آجلا أو عاجلا، والحوار الصحى هو الذى يمكن أن يرد الكبير عن انحرافه واغترابه وغروره فى الوقت المناسب، وقد ورد هذا التحذير من التمادى فى الاعتماد وتميز المشروط على الكبير فى المثل القائل: قالوا لـْفرعون إيش فـَرْعـَـنـَـك قال مالقيتش حد يردنى ولا أظن أن الرد هنا ليس بمعنى رد القاضى ورفضه، وإنما…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
كيف نعيش بغير حنان
والإنسان إذا ما تيقن من انعدام الحنان فى علاقة الصداقة القائمة، وظل فى نفس الوقت مصرا على ضرورة الصداقة إذ لا بديل فإنه “يركب الصعب” إذ يستحيل أن يستغنى عن هذا الخـِلّ الغريب: وكيف نعيش بغير حنان ٍ وصفو ِ حديث ِ حبيب ٍ لخلّ نعم كيف نعيش بغير حنان؟ فلنصطنعه إصطناعا ولو من غير مصدره ولو من عدو، من يدرى، وهنا يقفز مثل صعب يقول: من قـِلـّة الحـِنـِّيـَة بتـْنا على جفا وخدنا من بيت العدوّ حبيب هذه مغامرة محسوبة، أفضل من العزلة والصقرية ذات الاستعلاء المتكبر، ثم من يدرى، ألا يجوز أنه باتخاذ الحبيب من الأعداء نكتشف فيه…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
تحمل الاختلاف والغموض
ثم إن ثمة طريقة أخرى لتحمـّل الاختلاف: هى أن تعرف صاحبك وتقبله دون محاولة تشكيله فورا بحيث يصبح نسخة منك لتجنب الاختلاف، وهذا ما فهمته من قولهم فى مثل آخر. إعرف صاحبك واتركه أنا لم أستقبل هذا المثل باعتباره تركـًا بمعنى إنهاء الصداقة أو الانصراف عن الصديق، وإنما استقبلته بمعنى “اتركه فى حاله”، أو اتركه على حاله، ولو مؤقتا، فلا تفرض عليه – فورا أو متعجِّـلا- ما تتصوره أصوب، ولا تحاول أن تشكـِّله كما تريد، أو كما تتصور، وباستمرار صداقتكما سوف يتطور التفاعل إلى ما يثمر ما يتطور بكما، وهذا الاستمرار مع المعرفة هو من أعظم ما يعلن النضج، وهو…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
الجذب والصد: فى الصداقة والهجر
الصاحب اللى يفوتك يـقـَّن انه ماتْ أترك سبيله ولا تندم على اللى فاتْ الصقر بيطير و بيعـلـى وله هـمـَّاتْ يـقعـد فـى الجو عام و لاّ اتــنيـن يموت من الجوع و لا يحوِّد على الرماتْ هذه الصورة تجسد نوعا من الإباء القوى فى التعامل مع إعلان حاجة الانسان للصديق، والاعتراف بصعوبة تحمل الهجر ولكن بنبل مترفـِّع! والتفسير الخلقى لأول وهله يوحى بأن هذا الموقف هو موقف كريم رائع ينبغى أن يتصف به كل ذى كرامة وشـَمـَم، ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك تماما، فهذا أمر قد يدل- أيضا- على الصـَّـلـَف وشدة التأثر بالهجر، نتيجة للحاجة الخفية الشديدة للاعتماد بشكل ما…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
عن النصح والإرشاد
“إنصح أخوك من الصبح للظهر؟ إن ما تنصحشى غشه بقيت النهار” ماذا يقول هذا المثل؟ هل ينهى عن النصح؟ هل يشجع على الغش؟ هل ينبه إلى أن النصائح ينبغى أن تكون فى حدود؟ فإذا كان الأمر كذلك، ألايكفى أن يكون التوقف عن النصح – بعد ما فشل – هو الإجراء الأنسب بدلا من أن “تغشه” بقية النهار؟ وهل يتفق هذا المثل مع ترجيح أن النصح والإرشاد، والنهى والتنبيه، لا يصلحون لمن يصر على “ما هو” عليه، أو لمن لا يستطيع إلا أن يكون “كما هو” مصداقا للمثل الآخر الذى يقول: “نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب، وديل الكلب عمره…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
“إن سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر”
“إن سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر” يبدو هذا المثل وكأنه أعرف بدخائل النفس وطبيعتها، إلا أن فى المثل قدرا كبيرا من النفعية الواقعية، نفصِّــلهما بعد قليل. وهو مثل لا يدعو إلى السرقة، ولكن إذا كنتَ لابد فاعلها فاعملها بما تستحق، وحين نقرأ المثل لأول وهلة يمكن أن يصلنا أنه يـَضرب ما هو أخلاق بشكل ما، ولكن علينا أن نتذكر أن إشكالة تحديد ماهية الأخلاق ما زالت مشكلة لم تحل حلا يرضى الجميع، أو حتى تتفق عليه الغالبية، * فثمَّة أخلاق العبيد.. حيث تعلو القيمة الخلقية بقدر الطاعة والإذعان. * وثمَّ أخلاق التجار حيث يُحسب رصيد…
أكمل القراءة » -
26 أغسطس
عن الرضا فى تجاوز الواقع
الرضا قد يكون أول خطوات تجاوز الواقع، لأن الوعد الذى تحقق لابد أن تغييره يتعلق بالخطوة التالية، لا بمحاربة ما تم، فهو”مكتوب” كشف عن وجهه، فالرضا هنا ليس تخديرا بل هو تنبيه إلى احترام ما هو بداية مما هو “الآن”، حيث يستطرد الموال: نزلت ســاحة الرضا وقابلت فيهـا درويش حاز الأدب وماشى لابس ثيــاب من خيش نظر لى بعين الرضا ساعتها ولا سابنيش ويلاحظ هنا ان تعبير ساحة الرضا يحمل أنه المكان الفسيح الذى تدور فيه الحركة، وليس السجن الذاتى الذى يفرض السكون بالتسليم العاجز. وتطل علينا أيضا عين الرضا لتدل مرة أخرى على أنه القبول والفهم بما يشمل …
أكمل القراءة » -
18 أغسطس
المــــوال المـُوَاكـِبْ:
صاحبت صـاحب وقلت فْ يوم يشيل حـِمْــلي جــاب حـِمـْلـــه التقيـــل وحطــُّـه على حـِمْــلي لفـِّـيت جميع البلاد على صاحب يشيل حـِمْــلي وتـْعبــت وشْـــــــقيت، لــكن بـــدون فـــــايدة واللى اشتكيلـُهْ يقولـِّى: وَنـَا مين يشيل حـِملي لأول وهلة يبدو لنا هذا الموال وكأنه يعرى درجة متوسطة تتصف بها حياتنا المعاصرة، ولكن إذا نظرنا إليه من بعد أعمق، فربما يتبين لنا أكثر وصفا للموقف الانفرادى، حيث يبدو أن كثيرا من الناس هناك قد استغنوا عن الصداقة، ربما لأنهم رفضوا فروسية مشبوهة، وشكـُّوا فى تضحية مشروطة، وتبينوا هموما ذاتية تكفيهم عن ادعاء معونة الغير، وهم أحوج ما يكونون إلى من يعينهم. نعم: نحن نشيع…
أكمل القراءة » -
15 أغسطس
واحد اثنين سرجى مرجى، إنت حكيم ولا تمرجى
يا مين يجيب لى طبيب، يحـــل لى إشـــكال مش بس يــــكتب دوا، ويقـــولهم إيش كـال يا ما قلبى شايل ومش قادر أقول إيش كان وهنا تتجسد وظيفة الطبيب كـ حلال المشاكل أيضا وليس كاتب روشتة فقط، وقديما قالت الأرجوزة “واحد اثنين سرجى مرجى، إنت حكيم ولا تمرجى؟” وقد سبق أن ميزتُ فى قراءتى لهذه الأرجوز بين الحكيم والتومرجى بأن الحكيم (وليس الطبيب أو الدكتور فقط) هو راعى الصـحة بكل أبعـادها: الصـحة الجسـمية.. والصـحة الاقتصـادية (مارا بالصحة النفسية والصحة الاجتماعية): إذ يأتى الرد: أنا حكيم بتاع الصحة العيـــــان أديلــه حقنــــة والمســـكين أديلـه لقمــة وهنا يشار أيضا مرة ثانية إلى…
أكمل القراءة »