التشاؤم والتفاؤل
ماهى الأسباب التى تكون وراء حالتى التشاؤم والتفاؤل؟ ومدى اختلافها من شعب لآخر (مرضية وتاريخية)؟
لا توجد أسباب محددة وراء التشاؤم والتفاؤل، إنها طبيعة بشرية، فما دام الإنسان يملك الوعي، ومادام هذا الوعى يسمح له بالتنبؤ، والتوقع، والتخوف، فإن الإنسان -أى إنسان- لا بد وأن يتشاءم ويتفاءل.
ذلك أن هذا لبعد مرتبط من ناحية بعجز الإنسان -بكل تقدمه التكنولوجى – عن تخطيط حياته بطريقة يمكن التنبؤ من خلالها بالخطوة التالية، (حتى بالنسبة للأرصاد الجوية رغم الدقة النسبية) وقد يختلف هذا الوضع من أمة إلى أمة، ومن مستوى تقدم إلى مستوى تقدم آخر، فمثلا فى أمتنا العربية المتدينة نجد هذاالبعد مرتبط بأساس دينى، يؤكده الإسلام بوجه خاص، وهوالإيمان بالغيب (رغم نهية الصريح عن التشاؤم والطيرة).
والإنسان العربى (والإنسان المسلم خاصة) على علاقة مباشرة بالطبيعة، ( وذلك قبل الإغارة التليفزيونية الأحدث التى أقلت من هذه الفرص حقيقة وفعلا)، وهذه الطبيعة تأتى بما تشاء وقتما تشاء، وبالتالى ارتبطت أحداثنا الشخصية بأحداث الطبيعة العشوائية (على قدر ما كان يدركها الإنسان القبلى فى الصحراء) أو هى ارتبطت مثلما كان الحال فى مصر بهبوط الأمطار، ومن ثم فيضان النيل وهكذا.
ولعل النظر فى السماء بحثا عن التوقيت والجهات الأصلية قد علمنا أن نرصد حركة الطير وأنواعه، ومن هنا بدأت ملاحظة الطير (التى جاء منها كلمة الطيرة) واختصت بعض الطيور مثل الغراب أو البومة بأن تكون نذير السر أو الخراب، كما اختصت طيور أخرى بالخير والتواصل مثل اليمامة أو الهدهد.
على أنه من الناحية النفسية قد يزيد الأمر عن مجرد الربط بين مثير وحادث مرتقب ربطا حدسيا لا أساس له من حسابات الواقع، يزيد الأمر حتى يصبح ظاهرة نفسية تحتاج إلى تفسير.