– هل يصيب الاكتئاب المرأة أكثر؟
– هل يصيب الاكتئاب المرأة أكثر؟
يعني هناك من الدراسات ما يزعم أن المرأة أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل، وإن كانت ملاحظاتى لا تتفق مع ذلك كثيرا، وخاصة فى مصر، فالمرأة أكثر احتمالا رغم أنها أكثر عرضة للقهر والظلم، صحيح أن المرأة تبكى أكثر، لكن البكاء ليس دائما علامة على الاكتئاب، بل أحيانا ما يكون بمثابة صمام أمن ضد الاكتئاب، أو للتخفيف من الاكتئاب.
ثم إن هناك نوعا من الاكتئاب يصاحب الطمث (الدورة الشهرية) أو يسبقه، وهذا النوع مرتبط بزيادة نسب معينة من الهرمونات، الأمر الذى يترتب عليه زيادة الماء فى الجسم، وفى المخ، وهذا يسبب التوتر والاكتئاب، وعلاجه أحيانا يكون فى أخذ مدر للبول ينقص كمية المياه فى الجسم أكثر من تعاطى مضادات الاكتئاب.
وهناك نوع من الاكتئاب يكون مرتبط بالولادة، ويسمى كآبة النفاس
وهناك نوع يكون مرتبط بسن معينة تسمى خطأ سن اليأس، وهو سن انقطاع الطمث، وهذا النوع أيضا هو خطأ فى التسمية لأن انقطاع الطمث عند النساء لا يعني، ولا ينبغى أن يعنى اليأس، وإنما هو دخول فى مرحلة تنظيمية جديدة، ولكن إشاعة أن المرأة مجرد مصنع أطفال هى التى تشعر المرأة بأن دورها قد انتهي، فى حين أن الحقيقة أن دورها قد انتهى كمعمل تفريخ، وابتدأ كإنسان محب مشارك، لكن التركيز على هذه النهاية المزعومة هو الذى يسبب هذا النوع من الاكتئآب فى هذه السن.
هل يزيد الاكتئاب عند المرأة العاملة عنه عند المرأة التى تلزم المنزل أو العكس؟
لا توجد نسب محددة لهذا أو ذاك، وإن كان الأمر يتعلق حقيقة وفعلا بنوع العمل، ونوع البقاء فى المنزل، والمرأة تتصالح مع نفسها حين يكون القرار قرارها، وحين يكون الفعل محققا لما أملت فيه، لكن أن نعمم الرد على كل النساء هكذا فهذا غير مفيد، فمثلا المرأة التى تعمل فى الصباح لمجرد أن تزيد دخل الأسرة، وفى المساء تقوم بنفس عمل الخادمة للأسرة هى امرأة مسحوقة يحق لها أن تكتئب ونصف.
والمرأة التى تمكث فى البيت لأنها محرومة من العمل ومن الاختلاط بالنساء ومن المشاركة فى الانتاج هى أيضا إمرأة مسحوقة ويمكن أن تكتئب بسهولة
أما المرأة التى تحب عملها، وتتمتع بعائده المادى والأدبي، وتشعر من خلاله بالرضا والاستقلال والمكانة فلماذا تكتئب أكثر؟
كذلك المرأة التى تفخر بأمومتها، وأنوثتها، ويكفيها لتحقيق وجودها أن تعيش فى كنف زوج كريم وأبناء وبنات شاكرين، فهنيئا لها منزلها، وملعون خاش الاكتئاب وسنينه
وهكذا