– الأحلام وكيف تحدث
– الأحلام وكيف تحدث
الأحلام هى نشاط فسيولوجى دورى يحدث بإنتظام تام، فيما يسمى النوم النقيضى، أى النوم المصاحب بحركة العين السريعة، وإن كانت الأبحاث الأخيرة قد أظهرت أن هناك نوعا آخر من الأحلام يحدث ف النوم الهادئ وعلى ذلك فقد اختفت، أو كادت تختفى، الصورة الرومانسية للحلم كمحقق للآمال، ومخرج للمكبوت وتعبير شعرى عن اللاشعور، صحيح أن كل هذا يحدث، لكن حدوثه ليس بالصورة الشاعرية القديمة، وإنما محتوى الحلم هو جزء يسير جدا من ظاهرة الحلم، ثم إن ما يحكى من الحلم هو جزء أقل وأقل من هذا الجزء اليسير، فالأحلام الآن ظاهرة فسيولوجية نفسية لها وظائفها الخاصة، بغض النظر عن محتواها الظاهر، وبغض النظر عما إذا كنا نتذكرها أم لا (للأسف)، والصدمة التى قد تصيب القارئ العادى ونحن نطرح عليه هذه المعلومات تكاد تشبه الصدمة التى أحدثها هبوط الإنسان على القمر حين استحال القمر من مسقط للمشاعر وملهم للشعراء، بل ومثير للجذب وشطحات الجنون، استحال إلى أحجار وظلمات وجدب وبرودة. لكن القمر مازال هو ما نراه فيسرى ضوؤه فى هامش وعينا يدغدغ أحاسيسنا، والأحلام مازالت هى ما نحكيها ونعوض بها ما نلقاه فى واقعنا المرير.
أنواعها:
من حيث الأحلام الهادئة والكوابيس والأحلام المزعجة تقسيم الأحلام إلى أنواع هو تقسيم شديد التعقيد، فهناك الحلم الواضح المحكى المسلسل، وهو أبعد ما يكون عما حدث أثاء النوم، وعندى نظرية تقول إنه حلم مصنوع قبيل اليقظة، هو إبداع سريع لاهث قبيل استعادة الوعى كاملا، وليس حدثا مستقلا يفرض نفسه من الداخل.
وهناك الأحلام الشتات، وهناك الأحلام المبتورة، وهناك الأحلام المكررة، وأحلام النكوص، وأحلام تحقيق الرغبة وأحلام المخاوف، وأحلام نفى الرغبة، وأحلام التعويض، كما أن هناك أحلام التعلم، وأحلام حل المشاكل وأحلام التنبؤ، وأحلام التخاطر، ولا يوجد سبيل فى هذه العجالة لشرح كل هذه الأصناف، لكن علينا أن نتعلم أن الحلم ليست ظاهرة بسيطة وأن أنواع الحلم تتفرع من أبسط الرؤى إلى أعقد التكثيف. وهناك طبعا الكابوس، وأضغاث الأحلام والفزع الليلي.