حوار الكر والفر
هذا النوع أكثر مباشرة وأكثر انتشارا بين كثير من الناس، وهو يغلب على بعض الأشخاص الذين توقفوا فى نموهم عند معتقدات “جاهزة” فى العادة، تحمى ذات الشخص وتُحَوْصِلهُ (حتى ليقترب من مفهوم الإعاقة فى اضطراب الشخصية) ويصبح الحوار عندهم أقرب إلى المناورة، بما يدخل فى ذلك من إغارة – وتعمية، مثل هذا الحوار يحدث فى الحياة العامة ويتناوب الأدوار فيه الأفراد بكفاءة تسمح له بالاستمرار أيضا،
أما فى مجال العلاج النفسى، فهو يتكرر فيما يقوم به المعالج أحيانا من “تفسير” مقحَم، فى مقابل ما يقوم به المريض من “مقاومة”، وكذلك فيما يقوم به المعالج فى محاولة “كشف المخبوء”!!! وما يقوم به المريض بالمقابل من “تستر شعورى أو لا شعورى”
وبالعكس فيما يقوم به المريض من “تحد صامت أو صريح” ويقوم به المعالج من “تجنب النظرات والصمت (وكأنه يفكر، أو لعله يفكر) !!”…الخ
هذا الحوار أيضا يؤدى وظيفة فى العلاج النفسى (كما يؤديها فى الحياة العامة)، وهو يحافظ على استمرار نوعٍٍ ما من التواصل يمكن للذات (أو الذاتين إذا أردنا الدقة) أن تواصل تماسكها دفاعا وهجوما، كما يحمل احتمالا أقل – من خلال مجرد الاستمرار – لتواصلٍ موازٍٍ كما ذكرنا حالا.
تعقيب محدود:
هذا النوع من الحوار، برغم ظاهر حدته واحتمال قيامه بتوسيع المسافة بين المتحاورين لا تقريبها، إلا أنه أكثر حيوية من منطلق تشكيل الوعى (العلاجى: إن صح التعبير)، لانه لا يوجد إلزام أن ينتهى هذا الحوار بالتباعد، فقد ينقلب مع تنمية الوعى باضطراد إلى احتواء للتناقض ومن ثم احتمال الجدل فالنمو، فهو قريب من حركية تشكيل الوعى الضام فى الاتجاه الصحيح