fbpx

علاقة التركيز بالانتباه

هل يستطيع المخ البشرى أن يتوقف عن الانتباه؟

وهل يستطيع المخ البشرى أن يتوقف عن التركيز؟

 منذ عـَمُقـَتْ  علاقتى بالمخ البشرى، وخاصة مؤخرا،  تزايد احترامى لهذا القائد الجميل (المسمى “المخ”)، الذى من ضمن جماله أنه لا يستغنى عن غيره (من أعضاء، ومستويات وعى) فى أداء مهمته.

 المخ البشرى قائدٌ قادر، وكل (أو “أغلب”) ما نشكو منه فيما يتعلق بكفاءته هى اتهامات له بغير دليل، وبغير شهود، ونحن نعزو الكثير من مظاهر الإعاقة فى المعرفة أو الأداء أو الإنجاز عادة إلى ما شاع عن عجز المخ عن القيام بدوره الطبيعى التلقائي، ومن أهم ذلك ما نسميه ” العجز عن التركيز”

وبعد

من قديم وأنا متصالح مع هذا القائد القادر المتواضع الجميل، وحين كنت فى فرنسا  ، كتبت إلى الصديق العزيز الزميل محمد شعلان (كان أيامها فى الولايات المتحدة) أعبر له عن ما وصلتُ إليه فى تعرفى على المخ البشري، وكيف  أنه أمخاخ متداخلة، وأنه …، وأنه….، حتى عدت لا استطيع أن ارى المريض إلا عبر مخه، ثم أمخاخه، ثم بدرجة أقل (لم أتبين أهميتها إلا فيما بعد) عبر جسده ووجدانه (التى هى أمخاخ متبادلة أو متكاملة أو مكملة أيضا ..إلخ)، وكان صديقى هذا  فى أمريكا يطارد النحلة التى قبعت داخل قبعته (تعبير إنجليزى عن اجترار فكرة “الحرية”) ، فكتب لى وهو يتصور تحولى إلى النموذج العضوى التشريحى فى الطب النفسى، كتب لى مازحا أو ساخرا : أنه كلما سمع كلمة “مخ” قفزت  إلى مخيلته صورة “سندوش المخ” الذى كان يحبه من مسمط بالقرب من مقام سيدنا الحسين، وكان صاحب هذا المسمط قد كتب لافتة أو إعلانا على ما يقدمه  يقول “كل كبدة ومخ زين، واقرا الفاتحة للحسين” المهم: مع تقدم قراءاتى وخاصة مؤخرا فى العلم المعرفى العصبى، والبيولوجيا النيورونية، وتكرار مصادر التأكيد على أن “المخ يعيد بناء نفسه باستمرار“، ومع توسع إحاطتى بطبيعة الأحلام وعلاقتها بالإيقاع الحيوى وإعادة بناء المخ لنفسه، وذلك من النقد الأدبى ونقد النص البشرى على حد سواء، مع كل هذا وصلنى أن ممارستى الإكلينكية لم تذهب بعيدا حين كنت أؤكد لأغلب مرضاى الذين يشكون من “ضعف التركيز”، و أحيانا “عدم القدرة، أو العجز، عن التركيز”، وخاصة من الطلبة أثناء الاستذكار، كنت أؤكد لهم، وأعرض عليهم أن نحاول معا اختبار هذا الرأى (الفرض): “إن المخ البشرى، لا يستطيع إلا أن يركز” وهو الفرض الذى بدا لى أقرب إلى الطبيعة البشرية كما خلقها الله، وأن علينا ألا نفرض عليه مخاوفنا ونتهمه ظلما بالعجز عن التركيز فالمخ يقوم بوظيفته غصبا عنا بفضل ما خلقه الله به وله.

اترك تعليقاً

إغلاق