أسباب وأعراض المرض العقلى، والنفسى، ومستوى الأعمار؟
– ما هى أسباب وأعراض المرض العقلى، والنفسى، ومستوى الأعمار؟
هذا سؤال عام جدا ولابد أن تنتظر منى إجابة عامة
1-لا توجد أسباب محددة للمرض النفسى والعقلى، بل إن كل العوامل تتفاعل حتى يحدث المرض النفسي. الوراثة لها دور التمهيد، والتربية لها دور أن تجعل الكيان هشا، والمجتمع له دور التفاقم والكسر والتوقيت هذا بصفة عامة
2- أما أعراض المرض النفسى فهى تشمل اضطراب كل وظيفة نفسية، وكل علاقة الاجتماعية، وكل أداء عقلي. من أول الاكتئاب حتى التفسخ والتدهور العقلى الكامل.
المريض العقلى هب هو ضحية المجتمع أو كما يقول لمبروزو ” المجرم الحقيقى هو المجتمع”
أنا لا أوافق أبدا على هذا الموقف التبريرى والسلبى، وفى الحقيقة أنه ليس لمبروزو فقط هو الذى قال ذلك بل كل المدرسة الاجتماعية وخاصة تلك الفئة المسماة بالحركة المناهضة للطب النفسى، إن المرض النفسى مثل كل الأمراض، حتى أنه يمكن تشبيهه بالحمى أحيانا إذا كان قصير المدى، وبالسرطان أحيانا إذا التهم الجزئ الصحيح من الشخصية تماما، وفى كل من حالات الحمى والسرطان للمجتع دور هام لكنه ليس السبب هكذا ببساطة.
كم نسبة الشفاء فى المرض النفسى، وماذا لولم تتغير ظروف أو مصدر المرض المحيطة بالمريض
بصراحة الذين يشفون هم كثرة، بل إننى أستطيع القول بلا مبالغة إن نسبة الشفاء هى أكبر من أى تخصص فى الأمراض الباطنة فيما عدا الحميات والالتهابات الطارئة.
لا تقل نسبة الشفاء عن ستين بالمائة وعشرون يتحسنون وعشرون يزمنون
هل يصح القول “وراء كل مجنون امرأة فى حالات معينة بمستشفى الأمراض العقلية”
هذا قول أقرب إلى النكتة، المرأة ليست سببا فى المرض النفسى أو العقلى، بل لعل العلاقة الدافئة بامرأة هى خير مساعد للشفاء، سواء كانت هذه المرأة أما، أم زوجة، أم إبنة، أم أختا.
– ما حكمكم العلمى نفسا وعقليا على حالات:
ا- المجرم القاتل
ب- المتطرف
جـ -الخائف
ء- الإرهابى
هـ- الإنسان السوى ومواصفاته.
– المجرم القاتل؟
المجرم القاتل مجرم قاتل، ولا داعى لاعتباره مريضا على طول الخط، وينبغى أن يتحمل مسئوليته تماما ما لم يثتب مرضه الخطير كسبب فى حريمته وقت حدوثها وهذا نادر جدا.
- المتطرف ؟
أيضا المتطرف متطرف، لا أكثر ولا أقل، ولا داعى لاتهامه بالمرض، وإلا لكان غير مسئول والتمسنا له العذر، لأن المرض ليس سبة ولا عذرا لهذا النوع من الوجود الغبى المتشنج.
- الخائف ؟
ما هذا يا سيدى، الخائف خائف خائف، والخوف قد يكون مرضا أحيانا لكنه طبيعة بشرية، العلام فظيع والخوف حق لكل إنسان، والخوف ليس جبنا.
- الإرهابى؟
أيضا هو ليس مريضا ولكنه إرهابى لا أكثر ولا أقل.
– الإنسان السوى ومواصفاته.؟
هو الإنسان الفاعل، والمنتج، والمحب، والمحبوب، والممتد فى الواقع دون أن يتخلى عن الأمل والحلم
انتشرت فى الفترة الأخيرة شريحة من المجتمع يلبسون ملا بس ممزقة، ويرسلون شعرهم بكثافة،…إلخ
– فهل هؤلاء مرضى نفسيين…أم عقليين؟ أم ضعاف عقول، أم متخلفين عاطفيا ، ماذا؟
أولاً: أحب أن أنبه أن هذه الظاهرة هى شائعة فى مجتمعات كثيرة، بل إنها شائعة فى المجتمعات المتقدمة أكثر من شيوعها فى المجتمعات النامية بل والمتخلفة، وحتى هذه الظاهرة تلاحظ فى القاهرة والإسكندرية أكثر مما تلاحظ فى الريف.
ولا يمكن التعميم حين نرى ثيابا قذرة وشعرا مرسلا ووجها غير حلق، لا يمكن أن نعمم ونشخص هكذا عن بعد، صحيح أن الأغلب أننا أمام حالة عقلية خاصة، لكن ليس هذا بالضرورة مرض عقلي، كما أن هناك احتمال هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الهيبيز، أو ما شابه، ممن يتصورون أن الثورة هى ألا تحترم قيم المجتمع
ويرجع أهل الغرب هذه الظاهرة إلى أمرين: الحرية الزائفة وما يصاحبها أحيانا من التمادى فى تعاطى الكحول وما أشبه، ثم غلق كثير من المصحات العقلية، هذا بالإضافة إلى عوامل اجتماعية وبيئية مثل البطالة والتفرقة العنصرية
وعندنا يختلف الأمر قليلا، وخاصة أنه ليس عندنا لباس قومى واحد، وليس عندنا درجة معينة مرتبطة بنوع معين من النظافة، فيتراوح الأمر بين متسول خفي، وشاذ هائم، ومريض عقلى وفى الريف يرعى الناس مثل هؤلاء بمسئولية ورقة (هذا كان فى الريف الذى أعرفه أنا وليس ريف التليفزيون والفيديو) وفى المدينة قد يقوم رجل البوليس بإخلاء بعض الطرق المهمة من هؤلاء الناس حتى لا يصبحون قذى فى عيون المسئولين أما فيما عدا هذا وذاك فإن المسألة قد ترجع إلى الميل إلى الإقلال من دخول مستشفيات الأمراض العقلية، بل والاتجاه إلى إخراج المرضى وهم مازالوا كذلك لعدم وجود المصاريف الكافية والأسرة الكافية
لكن هناك من يظهرون بهذا المظهر وهم ليسوا مرضى عقليين أصلا.
– وما مدى خطورة هؤلاء على المجتمع؟
لا يمثل أغلب هؤلاء الناس خطرا مباشرا، وخاصة فيما يتعلق بالعنف والجريمة، لكنهم يمثلون خطرا غير مباشر بمعنى أنهم طاقة معطلة، وكم مهمل من البشر، قم هم مقل البثور على وجه المجتمع.
- وكيف يمكن علاج هؤلاء؟
لا يمكن التعميم، لا بد من فحص كل حالة على حدة وأن يأخذ كل منهم الرعاية الكافية حسب حالته وتشخيصه، فالمتسول له إجراء، والمريض العقلى له مصحة، والمريض النفسى له فرص علاج وعقاقير ومتابعة، وهكذا.
– إلى أى مدى كان إغلاق المستشفيات العقلية مسئولة عن ذلك؟
المستشفيات لم تغلق بعد فى مصر بالمعنى الشائع, وإنما هى قد أغلقت بحماس زائف فى الخارج فى السبعينات ثم حدث تراجع من أؤاخر الثمانينات وحتى الآن.
– وهل هم نتاج تفاعل المجتمع مع متغيرات جديدة عليه؟
هم علامة على متغيرات المجتمع من حيث عدم الاهتمام بابن السبيل، والمريض، وهى أيضا علامة على سوء استعمال الحرية، والقصور المحيط بالفهم السليم للمرض النفسى، لكنهم ليسوا نتاج المتغيرات الجديدة، إن المتغيرات أظهرتهم على السطح ليس إلا.