ما علاقة الزار بالعلاج النفسي؟
ما علاقة الزار بالعلاج النفسي؟ وما تأثير الزار على الإنسان المريض والإنسان العادي؟
الزار طقس شعبى له تاريخ طويل، وليس لأحد أن يتصدى لتراث شعبى بسلبياته وإيجابياته بالشطب أو التهوين، ذلك لأن مثل هذه الطقوس تكتسب أحقيتها فى البقاء من ثلاث مصادر:
أولا: حاجة الناس إليها
ثانيا: نتائجها
ثالثا: دلالتها (معناها أو لغتها وما تقول) وبالنسبة للزار- مثلا- فكونه بقى كل هذه السنين، وحظى بكل هذا الإقبال فإنه ينبغى أن يعامل على هذا الأساس، ولا يحق لأى علم أو عالم أن يصدر فرمانا بشأنه لمجرد أن العلم لم يستطع أن يلم بطبيعته، أو أن الملاحظين قد رصدوا بعض سلبياته.
ودعونا نرصد معالم الزار إيجابيا وسلبيا:
- أما إيجابياته فقد تكون:
1- إنه نشاط جماعى موسيقى راقص
2- وهو يتم تحت إشراف وبمهارة وخبرة قائد أو قائدة تسمى الكودية
3- وهو يمارس أحيانا بشكل دورى أو منتظم
4- وهو يفرج عن النفس البشرية من حيث أنه وسيلة للتعبير غير اللفظي، أو للتعبير من خلال ما يسمى انشقاق الوعى وكل هذا قريب بشكل أو بآخر ما مما يجرى فيما يسمى العلاج النفسى.
- أما سلبياته فيمكن إيجازها:
1-هو مبنى على التسليم بأن ثمة قوة خارجية (أسياد أو جان أو ما شابه) تلبس الإنسان من خارجه وبالتالى يفتح الباب للتسليم والسلبية والتبعية.
2-وهو يبالغ فى دورالقائد (الكودية) بما يضعف الإرادة الذاتية ويسمح بالاستغلال وبعض الانحرافات
4- وهو يزيد من سهولة الإيحاء (الاستهواء) بما يجعل من يلجأ إليه عرضة أكثر فأكثر للإستسلام للعوامل الخارجية
5- وهو قد يضيع فرصة حقيقية لعلاج حالات أخطر مثل الذهان والاضطرابات العضوية حيث أن المريض لا يميز هذا من ذاك، وكذلك الكودية لا تميز العارض البسيط من المرض الخطير
خلاصة القول:
إن ما يجرى فى الزار قد يكون مفيدا لكن ما يبنى عليه الزار من مسلمات وتبعية وفقد إرادة قد يكون شديد السوء ثم إن الاستغلال الذى قد يترتب على بعض الممارسات فيه قد يكون خطيرا على الأخلاق والدين والصحة جميع