سن دبانة دى قلوب مليانة
أصبح الإنسان المصرى فى حالة غضب دائم سواء داخل منزله أم خارجه؟
لا أظن أن الإنسان المصرى فى حالة غضب لكننى أرجح أنه فى حالة ‘قرف” بما يترتب عليه من زهق (ضجر)، الغضب عندى شعور راق شريف متحفز، هل تذكرين الشاعر يقول ‘وتعلم كيف تغضب”، الغضب حافز للفعل، أما القرف فهو تبرير للانسحاب كذلك الزهق (الضجر) هو تململ فى المحل (محلك سر) وأظن أن كلا من القرف والضجر يرجع إلى ميوعة الوضع القائم سواء فى تركيبة الحكومة ومفاجآتها أم فى قوانين التعامل وفرص العمل وفقد الأمانى.
-اختفت قيمة التسامح من عند الإنسان المصرى الذى عرف قديما بالتسامح والصبر والاحتمال؟
لم تختفى قيمة التسامح تماما والذى يتابع نقاش فلاح كفر الهناودة مع البيه عاطف لابد أن يقر ويعترف أن التسامح مازال قائما ويجعله عامر.
وحتى الخيبة البليغة التى ظهرت فى شكل العقاب الفورى بإزهاق الأرواح والتخلص من المختلف، لا تصف الشعب المصرى كله وإنما هى بثور على وجه الوعى المصري، أظهرت من ناحية شكل الارهاب الدموى ومن ناحية أخرى ظهرت فى أشكال الإعدام بالجملة، فإن الشعب المصرى فى نظرى مازال أكثر تسامحا من أى شعب آخر أعرفه.
– والغضب أصبح منتشر بين الرجال والنساء والأطفال على قدم السواء حتى إن كل الناس لايحتمل الآخر حتى لو احتك به دون مقصد على سلم أتوبيس فى وسط الزحام أو كسر علبة إشارة مرور أثناء سيره بالسيارة؟
يقول المثل المصري” دى سن دبانة دى قلوب مليانة” وهذا المثل يرد على هذا السؤال مباشرة لقد إمتلأ وجدان ووعى الانسان المصرى رجلا أو طفلا أو إمرأة حتى لم يتقى فى طاقته سوى بعض ملليمترات لاتسع أى إحتمال صبرا وتأجيل.
ثم إن الإنسان المصرى الصبور طبعا وتاريخا أصبح لا يثق فى الصبر من كثرة الوعود دون وفاء، وكثرة التأجيل تلو التأجيل، من هنا كانت عتبه الاستثارة قريبة جدا، منخفضة جدا ومن ثم الاحتكاكات المشتعلة.
– ماهو الحل لعودة قيمة التسامح؟
– لاتوجد حلول فى برشام.
– لابد من ثورة تعيد للشعب المصرى علاقته بربه.
- لابد من حقائق تعيد للشاب المصرى علاقتة بالطين من ناحية وبالأمل من ناحية.
- لابد من فرص عمل تتيح قدرا حقيقيا من الموضوعية والأمان
لابد من حرية.
لابد من حوار.
الغضب والشعب والمصرى