تعتعة الوعى وتعتيم الوعى
الاختلاف بين تعتعة الوعى وتعتيم الوعى
طبعا تختلف: ولكن الإفراط فى بيان هذه الاختلافات قد يفيد فائدة محدودة، وفى تصورى أن املهم هو أن نفرق بين تعتعة الوعى، وهو أمر ضرورى للحركة العقلية، وخاصة الحركة التى تمارس التفكير الحر، والإقدام على اختراق المسكنات العقلية التى تكبل وجودنا، وبين تعتيم الوعى، وهو ما ينتهى إليه الإفراط فى تعاطى أى مخدر أو منبه، ثم يأتى بعد ذلك تشويش الوعى.
ونحن قد مسحنا، وشجبنا، وحرمنا، كل نشاط جماعى أو فكرى يساعد على حركة التفكير، حرمنا تلك القلقلة الكريمة التى تدفع بالمخ البشرى نحو الاكتشاف والإبداع، فاضطر الناس إلى تحريك وعيهم (تعتعة) بالمخدرات، والمنبهات الطبيعية (كالحشيش) أو الصناعية (كالعقاقير).
ثم رحنا نلومهم، ونعالجهم. (لاحظ أن المسألة تختلف فى المجتمعات التى تعانى من فرط الحرية، لا من فرط الكبت).
ثم قل لى بالله عليك، مادام الرقص الجماعى مرفوض، والذكر دجل وشعوذة، والزار تخلف، فماذا يتبقى بما يسمح لحركة العقل أن تكتشف الحياة وتعمقها وتعيد تخليقها؟
أفلا يؤدى كل هذا الخطر إلى أن يلجأ الشباب – فيما يشبه الاحتجاج – إلى تحريك عقولهم بما يؤكد لهم حقهم فى الاختلاف حتى الموت خدرا؟؟؟!!!