fbpx

ظاهرة الانتحار

أولا: مصر من أشهر البلاد عزوفا عن فكرة التخلص من الحياة (الانتحار)، وكان لذلك (نُدْرة الانتحار) تفسيرات سلبية وأخرى إيجابية.

ثانيا: إن تقارب الأرقام (14 & 15 ألف) التى سجلها المركز القومى للسموم، والمركز القومى للتعبئة والإحصاء، يشير لأول وهلة أن هذا الرقم (سواء هذا أو ذاك) هو أقرب إلى الصحة، وهو ما تسمية المصداقية بالاتفاق، إلا أنه لابد أن نعرف المنهج الذى تم به جمع البيانات، ولا ننسى أن ما يسجل فى أقسام الشرطة هو مصدر ملتبس أيضا.

ثالثا: إن رصد حالات محاولات الانتحار وهو أحيانا ما يسمى علميا الانتحار الزائف، ينبغى ألا يُجمع هكذا تلقائيا مع عدد حالات الانتحار الفعلى التى نجح أصحابها فى تنفيذ الفعل، فلم يعودوا حتى فى متناول أى بحث إلا عند حسابهم عند الله سبحانه وتعالى.

رابعا: لا توجد دوافع للانتحار منفصلة عن الاضطرابات النفسية، إن أسباب اليأس وفقد الثقة بالآتى، والبعد عن رحمة الله والعشم فيه كل ذلك قد تسبب الانتحار، وقد تسبب غير ذلك.

ثم إن الذى يظهر فى وسائل الإعلام هو السبب المعلن من المنتحر أو ذويه، وقد لا يكون هذا هو السبب الحقيقى.

خامسا: قد يكون الانتحار مرتبطا بآخر سبب ظاهر قبيل الحدث، لكن بالفحص الدقيق قد يثبت أن هذا السبب هو مجرد القشة التى قصمت ظهر البعير كما يقولون.

سادسا: هناك أنواع من الانتحار شائعة عند ثقافات أخرى (مثل الغرب) حيث يوجد ما يسمى “تفعيل العدم“، أى أن المنتحر يحقق عدمه الذى يعيشه أو الذى يعتقد أنه هو عمق الوجود، يحققه بهذا الفعل على أرض الواقع، وهناك الانتحار الفلسفى بناء عن التمادى مع منظومة فكرية ترجح كفة التخلص من الحياة فى وقت معين، وهناك الانتحار الاحتجاجى، والانتحار التكفيرى، والانتحار للاعتذار وكل ذلك لا يوجد مثله، إلا نادرا فى مجتمعاتنا.

سابعا: إن العزوف عن الانتحار ليس دليلا فى ذاته على إرادة الحياة، بل إنه قد يكون دليلا على عجز الإرادة، أو على اللامبالاة،

أعنى أنه ليس إيجابيا جداً إلا لمن يتحمل مسئولية الحياة ويساهم فى استمرارها له، ولناسه، وللناس.

اترك تعليقاً

إغلاق