ياعينى إبكى وهاتى اللى عندك ولا تـْخـَبـِّيش دمعــك صــحيح غــالى…. ولا بيجيش والدنيــا هيـَّا كــده… الحلو ما بتــدِّيش
ياعينى إبكى وهاتى اللى عندك ولا تـْخـَبـِّيش
دمعــك صــحيح غــالى…. ولا بيجيش
والدنيــا هيـَّا كــده… الحلو ما بتــدِّيش
إلى هنا والموال يؤكد على حاجة الإنسان دائما أبدا إلى التنفيث، والبكاء، وارتفاع ثمن دمع العين، وصعوبة إدراره، هما أصدق فى الحزن، وأكثر احتواء للألم، وهذا أيضا عكس الشائع فى العلاج النفسى وعند العامة: من أن البكاء – مع الفضفضة– مفيد دائما فى التفريج والترويح، ذلك أن البكاء إذا تكرر وتمادى أصبح مـُجـْهـِضـًا لألـَمٍ أعمق قد يكون صاحبه أحوج ما يكون إلى معايشته.
أنا رحت لطبيب القلوب، لا رُقـْت، ولا فـَادْنـِيش
ثم يكمل الموال:
قالولى أهل الغرام بالوعد إرضى وعيش
وهكذا يؤكد الموال – بعد عتابه على الدنيا – أن طبيب القلوب لم ينفع هنا، وهذا حكم جيد من العامة، يقلل كثيرا من تأليه دور الطبيب النفسى، على أن فشل الطبيب كثيرا ما يكون لصالح صاحب الحاجة فى أن يرتد إلى الاعتماد على نفسه، أو أن يلجأ إلى طريق أكثر صحة وصدقا بما فى ذلك قبول المكتوب على أرض الواقع “الوعد” مهما كان مؤلما.