عن بعض مظاهر الاضطرابات النفسية
إننا نعتمد تماما على ما يخبرنا به الناس للتعرف على ما يعانونه من الإضطرابات النفسية وتشخيصها،
فالاضطراب النفسي يحدث أعراضاً يلاحظها الذين يعانونه أو القريبون منهم.
١- المظهر العام:
عندما نقابل شخصا ما فإن أول ما ننتبه إليه هو مظهره العام، وكذلك الحال في المقابلة النفسية، علينا أن ننتبه إلى ملابس العميل وتناسقها ومناسبتها لثقافته وشخصيته والطقس الذي يعيش فيه كان صيفا أو شتاء، وكذلك نظافة المريض الشخصية واهتمامه بشعره، وفي حالة الإناث ننتبه لدرجة المكياج ومستوى استخدام الحلي وارتداء حجاب من عدمه وتناسق الشعر، لأن كل ذلك سوف يساعدنا مع غيره من معلومات في تكوين صورة جيدة عن العميل.
٢- الأعراض الجسدية أو الجسدنة:
تأتي كثير من الاضطرابات النفسية إما مصاحبة بأعراض جسدية أو في هيئة أعراض جسدية فقط، وهذه تؤثّر على الجسم والوظائف الجسدية بشكل عام، وتشبه إلى حد كبير الأعراض التي تأتي مع الأمراض الجسدية، وتشمل الصداع والآلام الجسدية وأوجاع الظهر والإجهاد العام والتعب واضطراب النوم واضطراب المعدة والقولون. ولذلك من المهمّ معرفة أنّ الاضطرابات النفسية تُنتج أعراضاً جسدية في الغالب.
٣- الأعراض الشعورية والوجدانية :
الوجدان هو ما يختلج داخلنا من مشاعر مختلفة، بعضها مرغوبة كالحب والسرور واللذة أو غير مرغوبة كالكراهية والحزن والألم، وتتنوع المشاعر ليس فقط بحسب نوعها ولكن كمها وشدتها ومدتها، فالمشاعر الموقفية القصيرة الأمد مثل الضحك أو الغضب أو الدهشة يقال لها انفعال، فإذا طالت في الزمن مثل حزن الفقد أو الاكتئاب أو سعادة الحب يقال لها مزاج، ويمكن التعرف على المشاعر من خلال وجه الشخص وكلامه وحركته واحيانا ملبسه وكذلك بسؤاله مباشرة عما يشعر به، ولا نستغرب إذا جاءت المشاعر متناقضة أو متغيرة ، ومن أكثر الأعراض الوجدانية التي تشير إلى احتمال اضطراب نفسي هي المزاج المكتئب كما في الاكتئاب ويعبر عنه أحيانا ب (انا حزين، مقبوض، مخنوق، أو مش مبسوط)، والمزاج الهوسي كما في الهوس أو مع تعاطي بعض أنواع المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات وهو عكس المكتئب ويعبر عنه ب (الانبساط المفرط والتبسط والنشوة وفيض الحب واحيانا الغضب غير المبرر أو المبالغ فيه)، ومزاج القلق والرهاب والهلع وهي مجموعة من المشاعر يعبر عنها صاحبها عادة إما مباشرة أو بتعابير تنم عن الانزعاج والخوف والتوتر، وهناك أيضا ضحالة الوجدان أو سطحيته كما في بعض المكتئبين واضطراب الشخصية والفصاميين وتعاطي المخدرات، وهناك أيضا التناقض الوجداني والتموج المزاجي السريع وتبلد الوجدان، في النهاية علينا أن ننتبه إلى مزاج العميل/ة أثناء المقابلة ونحاول التعرف عليه وتحديده إذا ماكان مزاجا مناسبا أو غير مناسب، زائدا عن الحد أو ناقصا أو طبيعيا ومتسقا مع الموقف أم لا وأخيرا مستقرا أم سريع التغير .
كيف تساعدك مؤسسة الرخاوى؟
يوفّر العلاج النفسيّ الداخليّ بمستشفى الرخّاويّ تقييمًا وعلاجًا مكثفًا من أجل تحقيق الاستقرار للمراهقين، والبالغين، وكبار السن المصابين باضطرابات نفسيّة