السيكوباتى والجنس
أشكال اللذة اللحظية تأخذ أى مظهر من مظاهر الاستغراق الوقتى فى نهم بدائى لايروى ولايغنى، ومن أهم أنواع هذه اللذة العاجلة، اللذة الجنسية،
والسيكوباتى بصفة عامة يبدو ناجحا بوجه خاص فى علاقاته الغرامية بما يصاحبها من نجاحات جنسية تختلف صورها، وهو لاشك له من مقومات سمات وجوده ما يؤهله لمثل هذا النجاح، فهو يحمل:
1- إغراءات إشراقة الطفولة غير المسئولة،
2- وجسارة اللامبالاة،
3- وعنف الاندفاع بأقل درجة من الحسابات،
4- كما أنه يخاطب الغرائز مباشرة لأن وجوده معكوس كما ذكرنا، وبتعيير رمزى إنه يعيش بغرائزه على السطح، وبهذا يستطيع أن يخاطب ويثير الغرائز المقابلة فى رفيقه أو فريسته بسهولة ويسر،
5- ثم إن إعلانه لمبدأ اللذة يثير المقابل فى الآخر ويغريه باحتمال تحقيقة تحقيقا شبقيا حافلا،
6- وكذلك فإن تركيزه على “الآن” يجعل تصرفاته أعمق وبالتالى أكثر اختراقا،
7- ثم إن حاجته الصريحة للآخر وللعودة إلى الاحتماء به واحتوائه باندفاع وجودى غير محسوب يجعل سلوكه الغرامى والجنسى مدفوع بغرائز بقائية نابعة من فرط عدم أمانه
8- كما أن اختفاء الواعز المانع من استعمال الآخرين مع استسهال الكذب وسهولة التبرير يسهلان له مهمته
9- وأخيرا فإن إحياء علاقتة بجسده يجعله أكثر حيوية وحيوانية ولو لفترة موقوته
“واللذة عندى تعنى كل وجودى
هذا قانون الأجداد
تلتصق بنصف آخر تبقى”
فالغريزة الجنسية واندفاعاتها الناجحة عند السيكوباتى موضوع يعلن “وجوده المعكوس”، ونكوصه البدائى، ولا أمانه المفرط.
والسيكوباتى يستعيد علاقته بالجسد نكوصا لاتكاملا، فالجسد عنده هو مركز اللذة وغاية الوجود، بل ربما يصل الأمر أن يكون هو الوجود ذاته، وهو يعلن رفض الانشقاق والاغتراب والتسامى أو ادعاء التسامى مما يسمى أحيانا الحب الروحى أو الحب العذرى، وهو يبدو لذلك – فنيا – أكثر صدقا وصراحة، فهو يرفض فصل الروح عن الجسد باعتبار الجسد هو الثورة وهو الأصل، ويقلب الأوضاع قصدا ويعيد تسمية الأمور بطريقته الخاصة، فالدعارة عنده هى أن يستعمل اللفظ خداعا لا أن يباع الجسد ويشترى، والردة الحيوانية عنده هى الاغتراب عن الجسد لا إحياء النزعات الجسدية وتقديسها