أشهر الأمراض النفسية التى يعانى منها العرب؟
أشهر الأمراض النفسية التى يعانى منها العرب؟
العرب بشر مثل البشر، فهم يعانون مما يعانى منه البشر، وبالنسبة للأمراض الخطيرة، (مثل الفصام) فإن النسبة تكاد تكون واحدة عالميا، وهذا بعض ما يؤكد ما ذهبت إليه من أن المرض النفسى هو أحد مظاهر مضاعفات مسيرة التطور، وبما أن الانسان هو كيان متطور (أو متدهور) فلابد من ظهور هذه المضاعفات من واقع صعوبات العمليتين، وثبات نسبة هذه الأمراض فى مختلف المجتمعات هو دليل على ذلك لكن من واقع ممارستى المحدودة فإنى أستطيع أن أزعم أننا العرب نفتقر إلى أمراض القلق الواعى ليحل محلها نوبات الهلع، وأننا نفتقر إلى الاكتئاب العميق لتحيل محله الأعراض الجسدية الدالة على الاكتئاب، وأننا نفتقر إلى الانسحاب الاحتجاجى (المرض) ليحل محله تعميم الوعى أو الانشقاق الهروبي.
الطريقة المثلى لمعاملة المرضى النفسيين؟
إن مفهوم المرض النفسى كنوع من عدم التوازن المرحلى الوارد عند أى منا، وهذا يجعلنا أكثر قربا من المريض النفسي، وأكثر سماحا بما ليس كذلك ما ليس عاديا وأنا أرفض أن يعامل المرضى النفسيون بما يسمى الشفقه، كما أرفض أن يستعملوا مجالا للسخرية حتى لو أجرينا على لسانهم الحكمة، وأرفض أن نعتبرهم دعاء كيميائيا فاسدا، علينا أن نعادل فساده بكيمياء عمياء أخرى وإنما علينا أن نعامل المريض النفسى باعتباره “نحبه” أى بالتقمص والمواكبة، فكل منا “مشروع مريض” فليتعامل المريض بما يحب أن يعاملونه حين يصيبنا الدور، والمريض النفسى يحتاج لمن يواكبه لا لمن ينصحه، وهو يحتاج لمن يتقبله ليغير اتجاهه، لا لمن يتقبله ليصفق له فيبقيه حيث هو، وهو يحتاج لمن يحاور أعماقه، لا لمن يتفرج على ظاهر تناثر ألفاظه.
وهو يحتاج لمن يصبر عليه دون نسيان أو اهمال، لا لمن يتخلص منه بمجرد غلق الباب خلفه، وكل هذه المواقف لا يقوم بها الطبيب وحده وانما هى دور كل من يتصل بالمريض النفسى من معالجين وأهل، ومجتمع.
وللأطباء النفسيين الجدد؟
أقول لهم:
1 – احذروا دعايات شركات الأدوية وأبحاثها المعلنة والخفية، واستعملوا دواهم مؤقتا.
2 – لا تخافوا النكسة ولكن استعدوا لها.
3 – لا تنسوا أنكم أخترتم هذه المهنة لأن الناس رفضوا من تعالجون.
4 – إن خير مكان ترون فيه مرضاكم هو “داخلكم” أنتم
5 – إجعلوا تجربتكم مع كل مريض (مهما اتفق التشخيص) باب معرفة جديد
6 – اعمل الطيب، الصحيح – (مع احتمال الخطأ) ولا تتعجل النتيجة.
وأخيراً: 7 – ابدأ دائما من جديد – (ولم لا؟ هل عندك بديل؟)