“إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله”
ضبط الجرعة، والحفاظ على المسافة:
ولا ينسى المثل العامى التنبيه على ضبط جرعة الحب، والقسوة، والدلال، بل والاقتراب، ليكسر حدة الالتهام، والاحتواء، والاحتكار: يقول المثل:
“إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله“
ثم ينبه على جرعة التدليل، والقسوة قائلا:
“كـُـتر الأسية تقطـَّـع خيوط المحبة”
وفى المقابل:
“كتر الدلع يكـَّـره العاشق“
أما التنبيه على الحفاظ على المسافة فيحتاج لاستقصاء أكثر مما يعنيه المثل القائل:
“قـَرَّبوا تبقوا بصل، بـَعـَّدوا تبقوا عسل “
ولا ينسى المثل أن يميز بين القرب، والحب، وفى نفس الوقت قد يتضمن التأكيد على ضرورة قبول كل الصفات فى المحبوب بما يقلب تناقض الوجدان إلى تحمل التناقض.
” لا احبك، ولا اقدر على بعدك“
فهو يحاول أن يفيد معنى آخر غير ما يبدو فى ظاهر المثل من نهى عن التردد، وعدم الحسم، فقد يكون إشارة ضمنية إلى أن الاقتراب الحقيقى الأعمق فيه من جدل التلاقى، وتحمل الغموض، وقبول التناقض ما لا تكفيه كلمة الحب.