”الإيد اللى ماتقدرش تقطعها بوسها”
”الإيد اللى ماتقدرش تقطعها بوسها”
يقول تيمور (باشا) شارحا المراد: حاسن القوى واخضع له ما دمت عاجزا عنه،
ولنا هنا وقفة:
فهذا المثل قد يوحى بما يكثر أن نشيعه عن ناسنا من اتهام بالجبن أو النفاق، ويبالغ فى هذا الاتهام أولئك الطفيليون الرومانسيون أو المحرضون المتحمسون، ولكن المثل فى عمقه إنما يعرى طبيعة بشرية أصيلة رغم خفائها، وقد دأبنا مؤخرا على أن نبالغ ونحن نقلل من قيم “التكيف” أو “الملاينة” (تكتيكا أو بعد نظر) لحساب قيم “المثالية” البراقة، أو الأخلاق ذات البعد الأوحد المسطح، دون عمق واقعى مسئول، قد يـُعـْزَى ذلك إلى خلط واضح بين ما هو تشكـُّل، بمعنى Conformity وهو أن يصيغ الواحد منا نفسه كما يراد له تماما حتى يصبح “مـُقـَوْلـَبـًـا” يتماثل مع من حوله بلا كيان ذاتى، وبين “التكيف” بمعنى Adjustment وهو العملية التى تسمح للإنسان أن يعيش كائنا اجتماعيا متعاونا، متنازلا، فارضا، مبدعا متلقيا معا، وكل هذا يحتاج إلى درجة هائلة من مرونة ذاتية متفجرة، لا تخشى الظاهر لثقتها من صلابة الباطن وسلامة اتجاه المسيرة.
وحين مـر هذا المثل بوعيى، دعانى إلـى أن أعيد النظر فى هذه الأمور
إن أحد الأساسات المبدئية فى علاقة البشر بعضهم ببعض هو مبدأ ”الكر والفر” فى جولات العلاقات الرائعة الضرورية: المعلنة والخفية، وإذا كنـا ننبه أن “الآخر” “ليس جحيما” كما يقول غلاة الفكر الوجودى الانفرادى، فنحـن نعترف فى نفس الوقت أنه “ليس نعيما” كما يقول غلاة الطفلية الرومانسية، “فالآخر” هو “التحدى والمواجهة” وفى نفس الوقت هو “الضرورة والتكامل“- ورغم أن نقطة البداية فى العلاقة بالآخر هى الحرب المعلنة (الموقف البارنوى فى النمو) فإن للحرب هذه أشكالا وألوانا، لكنها دائما ضرورية كعملية أساسية فى حركية الحب