– ما هى طبيعة ارتباط المرض النفسى بالأمراض العضوية؟ وكيف يمكن معرفة أن هذه الأمراض نتيجة لحالة نفسية؟
– ما هى طبيعة ارتباط المرض النفسى بالأمراض العضوية؟ وكيف يمكن معرفة أن هذه الأمراض نتيجة لحالة نفسية؟
أولا: أحب أن أنبه أن المرض النفسى هو أيضا خلل عضوى فى خلايا المخ، وأن ما يستعمله من رموز ودلالات، وما يحمل من معان وتفسيرات لا تنفى أن كل ذلك يجرى بشكل أو بآخر فى خلايا المخ، والتفرقة بين النفسى والعضوى بهذه الطريقة تفرقة تقريبية لا أكثر ولا أقل حيث إن طبيعة المرض النفسى العضوية لم تتضح بأى درجة من التفاصيل.
ثم نعود للسؤال الأصلى فأقول: إن كثيرا من الأمراض المسماه عضوية هى نتيجة لانفعالات شديدة ومخلة. ومثال ذلك ارتفاع ضغط الدم الأولى، وقرحة المعدة، وتقرح القولون، وعدد هائل من الأمراض الجلية مثل الثعلبة، وأمراض الحساسية، والمجموعة الثانية هى التى تصاب بأمراض عضوية عادية، لكن هذه الأمراض تتضاعف خطورتها وإعاقتها بما يترتب عليها من معاناة وإعاقات نفسية مثال ذلك ما تصاب به الفتيات من خجل وانطواء نتيجة لمرض حب الشباب الذى قد يظهر على وجوههن فى سن المراهقة، والمجموعة الثالثة هى أن بعض الأمراض العضوية لها آثار وعلامات نفسية مباشرة مثل بعض أنواع نقص فيتامين ب مثلا (البلاجرا) حيث تظهرأ عراض نفسية، بل وتدهورات قد تصل إلى حد العته نتيجة لهذه التغيرات العضوية.
أما طريقة معرفة طبيعة التداخل بين هذه المجموعات وبعضها، وفيما بين مفرداتها، فإن ذلك متروك لحذق الطبيب من ناحية، ولوسائل الفحص من ناحية أخرى، المهم ألا يتم تشخيص المرض النفسى بالاستبعاد: أى بالقول أن الذى “ماعندوش حاجة يبقى نفسانى، هذا خطأ فى خطأ،لأن المرض النفسى ليس سلة مهملات لما ليس كذلك.
- ما هى الأسباب التى تدفع إلى تخلى اللاوعى؟ هل هو اللاوعى نفسه أم نتيجة العقل الواعى؟
أنبه هنا أنى لا أميل إلى هذه التسمية من حيث المبدأ، تسمية ” اللاوعى”، وأفضل عليها اسم “الوعى الآخر”، والعلاقة بين الوعى الظاهر والوعى الآخر كما سميتها الآن هى علاقة حوار، وتنافس، وتزاحم، واتفاقات تسوية، وتبادل وغير ذلك مما يحتاج إلى تفصيل ليس هذا مجاله، وعلى كل حال ليس من بين هذه العلاقات ما سمى بالتخلى على وجه التحديد، فالتخلى هو نوع من التنازل والتنحى، وهذا غير وارد فى العلاقة الدينامية المتشابكة بين مستويات الوعى.