لماذا يرتبط التثاؤب بالنعاس والكسل والرغبة فى النوم ؟
- لماذا يرتبط التثاؤب بالنعاس والكسل والرغبة فى النوم ؟
التثاؤب جزء طبيعى يعلن بشكل ما بداية تغير حالة الوعى، والنعاس هو إعلان لهذه البداية، وهو لا يرتبط بالكسل فى ذاته اللهم إلا إذا خالطه النعاس، وهذا التغير فى حالة الوعى من اليقظة للإنتقال إلى ما أسميه وعى النوم هو بمثابة إنذارات، أو تذكرة لصاحب الشأن أن يستعد، وأن يستجيب لحاجة جسده وأن يبادر إلى اتباع فسيولوجيته، أو إلى العمل على تجاوزها إن أراد التأجيل.
بألفاظ أخرى: التثاؤب قبل النوم هو بمثابة نفير نوبة النوم، بعضنا يستجيب لها وبعضنا يغفلها ( يطنشها..إن صح التعبير) ( ملحوظة: النوم ليس غيابا للوعى، ولكنه وعى آخر حسب الدراسات الأحدث )
- هل التثاؤب عدوى ؟
طبعا هو كذلك، يقول الشاعر العربى: تثاءب عمرو إذ تثاءب خالد، بعدوى فما أعدتنى الثؤباء والمعنى الذى يريده الشاعر هو أنه ذو شخصية مستقلة عنيدة لا تتبع ما حولها استهواء بهذه السهولة.
وقد لا حظت فى خبرتى فى العلاج الجمعى مثلا أن التثاؤب، لا يتعلق بالنعاس، وإنما يتعلق بانتقال المريض المشارك فى لحظة بذاتها من حالة وعي- كما ذكرت – إلى حالة وعى أخرى، ومثل هذاالمريض يكاد – بالتثاؤب -يعلن رفض هذا التغير ويحاول- دون أن يدرى أن يثبت مكانه – ذلك أن التغيير فى حالة العلاج الجمعى هو أمر خطير لأنه اختلاف نوعى عن ذى قبل عادة، كما لاحظت أن بعض أفراد المجموعة العلاجية قد يشارك مثل هذاالمتثائب التثاؤب، بعدوى، وكأنه يقول له: ولا أنا أيضا أريد أن أتغير، وعادة ما نحول تفاعل المجموعة فى العلاج الجمعى فى مثل هذه الظروف لمواجهة هذا الموقف الذى قد يعلن نوعا من الاحتجاج الصامت ضد التغير، والتى قد تمتد إلى آخرين فى شكل عدوى التثاؤب كما ألمحنا.