دور الأب فى تحديد علاقة ابنته بأمها
هناك دور للأب فى تحديد علاقة ابنته بأمها؟
وتغيرات هذا الدور بعد أن أصبح الأب موجودا معظم الوقت خارج البيت؟
إبتداء أنا أحتج على حكاية أن الأب أصبح موجودا طول الوقت خارج المنزل، هذا غير صحيح فالأب المتوسط، والبسيط، (وانت نازل) ليس عنده القدرة الاقتصادية التى تسمح له أن يظل خارج المنزل طول الوقت ولا نصف الوقت (والأب والأم) موجودان داخل المنزل، ولكنه وجود قد يمكن وصفه فى كثير من الأحيان أنه وجود كالعدم، فهو يوجد إما نائما فى السرير، أو نصف نائم بجوار التليفزيون، أما الوجود المحاور، والوجود المشارك فهذا ما يكاد يكون قد اختفى من الأسرة.
وأب كهذا عادة ما يعتمد على أم (زوجة) منهكة بالعمل والخدمة طول الوقت حتى لا يتبقى منها آخر النهار إلا ما لا يعود يصلح لأحد، لا لابنتها ولا لزوجها.
وبالتالى فدور الأب أساسي، فلو أنه فهم امرأته وخفف عنها، ولو أنه قسم وقته بين الحوار والمشاركة الحقيقيين، وبين اهتماماته الشخصية، والتسلية الفارغة، فإن الأم ستجد عندها من الوقت ما سوف تستشعر منه الاحترام مما يجعلها قادرة على الوقوف بجانب أفراد الأسرة وأولهم ابنتها.
- وبعض الأمهات العاملات يقضين أوقاتهن خارج البيت وبالتالى لا يصبح لديها الوقت لسماع مشكلات ابنتها..
المسألة ليست مسألة تواجد داخل البيت أو خارجه، فالبنت لا تحتاج ساعات أو أياما تحكى فيها مشاكلها، المسألة هى مدى توثق العلاقة بينهما، ونوع هذه العلاقة، لدرجة أننى أتصور أن البنت يمكن أن تدعوا أمها على فنجان شاى خارج المنزل، (أو العكس) وتتصارحان كما يحدث مع صديقة عزيزة وأكثر.
وأخيراً: الأم أم، وعلى البنت أن تتذكر أن مجرد وجود الأم هو سند وائتناس، وعلى ذلك فإننى أذكر البنت والأ م معا أنهما لا غنى لإحداهما عن الأخري، وإلا انقطع الخيط الواصل بين الأجيال، واستعادة الثقة تأتى من الوثوق فى حسن الاستماع، وتحمل المسئؤلية والالتزام.
حوار مشترك