المدمن الثائر، مُجهضا
مقتطف من كتاب أ.د. يحيى الرخاوى : بعض ما يجرى داخل المدمن ولمحات من ثقافتنا الشعبية
المدمن الثائر، مُجهضا
(سواء كانت ثورة على….. أم ثورة إلى…..)
الإدمان (رغم سلبيته)، مثله مثل بعض الأمراض النفسية، قد يكون تعبيرا عن رفضٍٍ مشروع، أو قد يكون احتجاجا على اغتراب هامد، ولابد أن نبحث عن هذا الاحتمال فى كل حالة إدمان، فإذا غلبت هذه الصفة (محاولة الثورة) ظاهرا، أو أمكن استنتاجها تفسيرا، فإن وضع ذلك فى الاعتبار هو أمر هام يفيد فى العلاج، ذلك لأن المطلوب هنا هو أن نوافق على مبدأ الثورة، ثم نحاول أن نقدم بديلا إيجابيا للتعبير عنها أو تحقيقها، بدلا من هذا البديل السلبى (الإدمان) الذى ينتهى بإجهاضها، فضلا عن ما يسبب من مضاعفات وخسائر.
الفائدة والتطبيق:
وفى المجتمع العلاجى لابد أن نلتقط هذ النوع من المدمنين، لا لنصدقه دون شروط (فيخدعنا ونبرر معه ما دفعه إلى ذلك)، وإنما لنعيده إلى بداياته (الثورية افتراضا)، وكأننا نتفق معه من حيث المبدأ على حقه فى الثورة وأيضا نسايره بصدق، لكننا نحاول ومن أول لحظة أن نبحث معا عن البديل الصحيح لتحقيق ثورته وليس لإجهاضها كما فعل المخدر. وقد وُجِد أن التقاط هذا النوع من المدمنين وهم بعد فى البداية أو وهم متقطعون، قبل أن يتوغلوا أو يتجمدوا أو يبالغوا فى السلبية، هو الذى يسمح بأن نفهم نزوعهم الثورى قبل أن يختفى وراء تبريرات الإدمان وغيامة الذهول ، وقبل أن تتفاقم المضاعفات وتتضاعف الخسائر