اضطرابات اللغة
اضطراب اللغة الأسىس والمحور يوصف بتعبير “الحبسة” أو “الأفازيا”، Aphasia وكذا بعُسْر التعبير (ديسفازيا) Dysphasia وعموما فإن الحبسة تشير عادة إلى خلل عام، أما الديسفازيا فهى أكثر تحديدا وتخصيصا. و فما يلى بعض التفصيل:
1- الحُبْـسة (الأفازيا) الحسّية (حبسة فرنيك) Wernice’s aphasia: هنا يعجز المريض عن أن يفهم ما يصله من كلام، وذلك بالرغم من سلامة أعضاء الحس وكذا سلامة المسارات العصبية للأحاسيس المختصة، ومع ذلك فإن هذا لا يمنعه من الكلام بطلاقة (وربما يكون ذلك تعويضا، وحينئذ تسمى “الحبسة الطـَّلـِقـَة”، Fluent aphasia ومن المتوقع أن يكون كلامه – الطلق هذا- بلا معنى وغير مترابط، ولكن المريض لا يشعر بذلك وقد يزيد الرطان حتى تسمى ”الحبسة الرطانية” Jarhon’s aphasia
وتوجد تصنيفات أكثر للحسبة نذكر منها ما يلى:
(أ) العمى السمعى الخاص للألفاظ: (تحت القشرى Subcontical): حيث يسمع المريض ما يصله من ألفاظ، لكنه لا يفهمها، ويحسب أنه لم يسمعها جيدا، فيصيخ السمع، فلا يعرف إلا أنها ألفاظا، وفى نفس الوقت يستطيع أن يتكلم، ويقرأ ويكتب لأن هذا العجز قاصر على موضعه فى الدماغ، وفيما ما يقابل وظيفته. هى إذن عجز عن الإدراك الحسى السمعى (= عَـمـَـه. أجنوزيا)
(ب) العمى البصرى الخاص للألفاظ (اللاقرائية تحت القشرة) Subcortical usual aphasia
يرى المريض ما أمامه من ألفاظ، لكنه لا يفهمها، ويحاول غير مصدق لأنه يرى الأشياء الأخرى ويتعرف عليها، وعادة يتكلم أيضا بطلاقة ويملى،وقد يكتب، لكنه لا يفهم ما أمامه من ألفاظ، خاصة المطبوعة، وقد يصحب ذلك فقد البصر فى نصف المجال الأيمن للعينين. هى إذن نوع من اللاقرائية.
2- الحبُـْسة (الأفازيا) الحركية (أفازيا بروكاBraca’s aphasia ): هنا يكون المريض قادرا على فهم ما يصله ولكنه عاجز عن التعبير عن استجابته له تلقائيا، والخلل هنا فى الذراع (الاتجاه) المُطْلِقْ efferent لا المتلقى. ويلاحظ أن المريض فى هذه الحالة يـبذل جهدا حقيقيا فى محاولة التغلب على صعوبته ولكن بلا طائل. وهذا الموقف الرافض للإعاقة يكاد يكون عكس ما نلاحظه فى حالات اللاترابط الفصامى (أو الانشقاقى) حيث يلاحظ فيهما أن المريض يستسلم للإعاقة، بل إنه أحيانا ما يبدو للفاحص الإكلينيكى الحاذق وكأن المريض يرحب بها، أو يساهم فى إحداثها (ويظهر ذلك بطريقة أوضح فى حالات الرطان الانشقاقى Dissociative Jargon ). وقد تكون قاصرة على منطقة “بروكا” (الكلام فقط)، كما قد تكون مشتركة مع مناطق أخرى.
3- الحبسة (الأفازيا) الأسمائية: Nominal aphasia وهى حبسة قاصرة على العجز عن تسمية الأشياء بأسمائها رغم وضوح معرفة المريض بها أو بوظيفتها، وتحدث مثل هذه الحبسة فى حالات الاضطرابات العضوية، نادرا مع الاضطرابات الوجدانية الشديدة، ولكن فى الحالة الأخيرة قد يكون العجز عن نطق الأسماء انتقائيا بمعنى أن المريض ينسى الأسماء التى لا يريد تذكرها
4- الحبسة الرطانية: Jargon aphasia: وهى التى تظهر فى شكل اضطراب يفسد ترتيب الألفاظ فى نظامها المفهومى الهادف والمألوف. وهى ذات سبب عضوى أيضا فى العادة، ومن الناحية الإكلينيكية فإن هذا النوع يشبه شبها شديدا ما يسمى باللاترابط عند الفصامى وخاصة حين يصل اللاترابط إلى الدرجة المسماة “سلطة كلام”، ويمكن تمييز هذا من ذاك بالعثور على السبب العضوى فى حالة الحبسة العضوية، وكذلك بالانتباه إلى موقف المريض من الإعاقة