”إللى يحب ما يكرهش”
هوامش عن الكره
لم يحظ الكره بنصيب وافر فى المثل الشعبى مثلما حظى الحب، ولا توجد أمثلة تعطى للكره قيمته الإيجابية بشكل كاف.
يقول المثل:
”إللى يحب ما يكرهش”
فإذا أخذنا المعنى بظاهره ،قفـز اعتراض (علمى) يقول، بل بالعكس: إن الذى لا يستطيع أن يكره لا يستطيع أن يحب، بل إننا فى الطب النفسى نميز عرض الاضطراب الوجدانى، باختبار القدرة على الكره، مثل اختبار القدرة على الحب سواء بسواء. ففى الفصام يفقد المريض كلا من قدرته على الحب والكره معا، فى حين أن الاحتفاظ بالقدرة على الكره، حتى لو ضعفت القدرة على الحب، فيه إشارة إلى نوع الاضطراب الوجدانى دون الفصام، فهل يا ترى يشير المثـل إلى أن الذى يحب، يمكن أن يغفر للمحبوب أخطاءه، وتجاوزاته، وقسوته، فيسامحه، أويعاتبه، أو يوجهه دون كراهية أصلا؟