fbpx

“‏إللى ‏تستهتْر‏ ‏بُه‏ ‏يغلبك‏”‏

الأمر‏ ‏فى ‏بداية‏ ‏الإدمان‏ ‏عجيب‏  :

فمن‏ ‏ناحية‏ ‏لا‏ ‏ينفع‏ ‏التخويف‏ ‏المبالـَغ‏ ‏فيه‏ ‏طول‏ ‏الوقت،‏ بل‏ ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏التخويف‏ ‏قد‏ ‏يدفع‏ ‏بعض‏ ‏الشباب أن يغامر بتجربة المخدرات على سبيل‏ ‏التحدى ‏ليثبتوا‏ ‏أنهم‏ ‏أشجع‏ ‏من‏ ‏الموقف، ‏وأنهم‏ ‏لا‏ ‏يهزهم‏ ‏هذا‏ ‏الترهيب‏ ‏المرعب.

فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏فإن‏ ‏التهوين‏ ‏من‏ ‏الأمرقد‏ ‏يشجع‏ ‏بعض‏ ‏الضعاف‏ ‏أن‏ ‏يجرِّبوا‏ ‏تحت‏ ‏زعم‏ ‏أنهم‏ ‏قادرون‏ ‏على ‏التوقف‏ ‏فى ‏أى ‏وقت.

يعنى ‏هم‏ ‏يستهترون‏ ‏بما‏ ‏يسمعون، ‏ويستهترون‏ ‏بالتحذير‏ ‏ويستهترون‏ ‏بالنصائح

بل‏ ‏إنهم‏ ‏يستهترون‏ ‏بالتحريم‏: ‏إما‏ ‏بأن‏ ‏يفتوا‏ ‏لأنفسهم‏ ‏فتوى ‏خاصة‏ ‏بأن‏ ‏هذا‏ ‏المخدر‏ ‏ليس‏ ‏حراما، ‏وإما‏ ‏بأن‏ ‏يسيئوا‏ ‏فهم‏ ‏رحمة‏ ‏الله‏ ‏متصورين‏ ‏أن‏ ‏غفرانه‏ ‏سوف‏ ‏يشملهم‏ ‏حتما‏ ‏لأسباب‏ ‏خاصة.

وقد‏ ‏يستهتر‏ ‏المدمن‏ ‏فى ‏تنفيذ‏ ‏تعليمات‏ العلاج‏ ‏بعد‏ ‏التوقف‏ ‏وبعد‏ ‏مرحلة‏ ‏جميلة‏ ‏ناجحة‏ ‏من‏ ‏العلاج‏.‏

وكل‏ ‏أنواع‏ ‏الاستهتار‏ ‏هذه‏ ‏هى ‏نتيجة‏ ‏لسوء‏ ‏الحسابات، ‏والغلو‏ ‏فى ‏تقدير‏ ‏قدرات‏ ‏الذات‏.‏

 (تنويه: آمل أن يصل الخطاب كله إلى المدمن أو مشروع المدمن وأسرته ليس بالنصائح ولا باستعمال الأمثال وترديدها، ولكن من خلال الجدل الممارَسِ عبر الوعى البينشخصى والجمعى، وهو أساس حركية ثقافة المجتمع العلاجى، فى مقابل ثقافة الإدمان. 

التطبيق فى‏ ‏الوقاية‏ ‏و‏‏العلاج‏:‏

‏(1) ‏تجنـَّب‏ ‏الاستهتار‏ ‏بالأمور‏ ‏الصغيرة

‏(2) ‏لا‏ ‏تدخل‏ ‏تجربة‏ ‏لمجرد‏ ‏التجربة، ‏خصوصا أن هذه بالذات‏ ‏ ‏ليست‏ ‏تجربة آمنة، أو مجهولة، ‏فكل‏ ‏من‏ ‏جرَّب‏ ‏قبلك‏ ‏حصل‏ ‏له‏ ‏ما‏ ‏حصل

‏(3) ليس‏ ‏معنى ‏هذا‏ ‏أن‏ ‏تخاف‏ ‏من‏ ‏أى ‏تجربة بصفة عامة، وإلا حرمت نفسك من حق الاكتشاف، ‏ولكن‏ ‏المطلوب‏ ‏أن‏ ‏تحسبها‏ ‏بحذق ومشورة

‏(4) ‏وأنت‏ ‏قادرعلى ‏هذه‏ ‏الحسابات‏ ‏فعلاـ أنت ومن يحبك ‏ .‏

‏(5) ‏فقط‏ : ‏تذكر‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏الحسابات‏ ‏التى ‏تميز‏ ‏بها‏ ‏نفسك‏ بأنك “أقوى وأنصح” ‏عن‏ ‏من‏ ‏سبقك‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏الطريق‏ ‏وتدهوره، ‏هى ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الاستهتار‏ ‏غير‏ ‏المفيد

‏(6) ‏كما‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏الحسابات‏ ‏التى ‏تقلل‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏قدرات‏ ‏الآخرين، ‏وأيضا‏ ‏تقلل‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏المضاعفات‏ ‏التى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تحدث‏ ‏لك‏ ‏ولأسرتك‏ ‏هى ‏استهتار‏ ‏مُهْلِك

‏(7) ‏خذها‏ ‏بجدية، ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تَقْلِبْها‏ ‏غَما‏ًّ ‏ومبالغة‏ ‏فى ‏المعاناة

‏(8) ‏وأخيرا‏: ‏لا‏ ‏تستهتر‏ ‏بعواقب‏ ‏عدم‏ ‏تنفيذ‏ ‏التعليمات، ‏فالمسألة‏ ‏محسوبة‏ ‏علميا، ‏وهؤلاء‏ ‏الناس‏، كلهم والله، ‏يريدون‏ ‏مصلحتك‏ ‏يا‏ ‏أخى

اترك تعليقاً

إغلاق