– كيف نعلم اطفالنا الرحمة؟
– كيف نعلم اطفالنا الرحمة؟
أمر خطير وشاق أن تصدم الناس بمعرفة لا يتوقعونها، أو لا يريدونها، فيهتز بعضهم، ويزداد وعى أقلهم، ويلعنك الباقون، ولكن أخطر منه أن تجاريهم لترفيههم، فتحجب رؤيتك عنهم طلبا للسلامة، ومسايرة للشائع، حتى ولو كان الشائع يندرج تحت ما يسمى “علما” فى مرحلة ما.
ونحن نتحدث كثيرا عن براءة الأطفال (فى عينيه) وعن رقة الأطفال وعن طيبة الأطفال… الخ، وكل هذه التعابير صور شاعرية أكثر منها حقائق علمية، فمازالت دراسة تصور عواطف الأطفال – للأسف – مجرد إسقاطات وتأويلات، فالعواطف أقدم من التعبير عنها، ومعرفتنا بها ووصفنا إياها أمور مشكوك فيها إذا نظرنا فى أنفسنا فما بالك فى طفل آخر !!
ولكنا إذا ما راجعنا تاريخ التطور من ناحية، وتأملنا نكوص عواطف بعض المرضى إلى مرحلة الطفولة من ناحية أخري، استطعنا أن نجد قبولا للقانون القائل “إن نمو الانسان الفرد، إنما يكرر تاريخ نمو الحياة (أى: الانتوجينيا تعيد الفيلوجينيا) لنقول فى شجاعة نسبية إن التعبير الشائع “الانسان حيوان ناطق” إنما يصدق على الطفل أساسا أو أولا، علما بأن مجرد الكلام لا يعنى التفكير المنطقى ولا الفعل المسئول.