“وعى الحلم” فى العلاج الجمعى
نحن لا نحلم بالمعنى الذى شاع من حكْى الحلم أو من تفسيره، نحن نؤلف أحلامنا التى نتذكرها تأليفا فى الثوانى (أو البضع ثانية) التى تسبق اليقظة مباشرة، نؤلفها ونحن فى حالة من يقظة غير كاملة قبيل اليقظة، أما ما يحدث قبل ذلك فهو ما أسميته “الحلم بالقوة” وهو النشاط التحريكى التنظيمى الذى يسجَّل برسام المخ الكهربائى أثناء ما يسمى النوم النقيضى أو النوم الحالم والذى يعرف أيضا باسم نوم “حركية العين السريعة” REM أو نوم الريم وهو إيقاع نوبى منتظم 20 دقيقة كل 90 دقيقة طوال ساعات النوم
أما الذى نتصور أنه الحلم، كل الحلم، (الحلم الذى نحكيه) فما هو إلا نتاج ما التقطنا من مفردات ما تحرّك فى هذا الوعى الحالم النشط، لتصبح هذه المعلومات (بالمعنى الأشمل) التى التقطناها قبيل اليقظة هى الأبجدية التى ننسج منها ما تيسر من تشكيلات وتربيطات نعيد صياغتها، على أنها الحلم الذى نحكيه، أو لا نحكيه، نفسره، أو لا نفسره.
وبقدر قربنا من وعى النوم يكون الحلم أقرب إلى البيولوجى والإبداع الأعمق، وبقدر قربنا من “وعى اليقظة، يكون الحلم أقرب إلى الخيال المعقلن المصنوع.
الخلاصة:
أولا: للحلم وعيه الخاص به
ثانياً: يمكن استحضاره “هنا والآن: بعيدا عن الخيال وأحلام اليقظة، قريبا من “حركية الإدراك” “ووعى الإبداع”.
ثالثاً: يمكن مشاركة آخر فى نفس الوعى، ليس فقط بإضافة فى التشكيل أو تعليق مكمّل، ولكن قد تكون الإضافة بحدة الانتباه والتصديق.
رابعاً: يمكن استنتاج أن هذا المستوى من التواصل فى “هنا والآن” وهو يبتعد قليلا عن وعى اليقظة الحاد، ولا يدخل فى وعى النوم، أن هذا المستوى هو الذى يتراكم على مدى عمر المجموعة ويكون نواة لتكوين نواة الوعى المشارك إلى تخليق الوعى الجماعى.