وجود السلبيات والإهمال فى مصر، وهل السلبية تخلق نفسها؟
لا يمكن أن يكون الإنسان المصرى الذى بنى الهرم وترك كل هذه الأثار الدالة على الحضارة سلبيا ولن يمكن أن يكون المصرى العالم أو رجل الأعمال المعاصر الذى يبرز كل أقرانه متى أتيحت له الفرصة فى الخارج سلبيا
كما أننى أقر وأعترف أن السلبية منتشرة بين المصريين بشكل ظاهر لا يمكن إخفاؤه مهما بلغ الحماس أو خلط فى التاريخ.
أرجع إلى سببين أساسيين يفسر هذا التناقض بين وجود سلبية ولا يوجد إنسان سلبى:
1- نوع التعليم
2- ونوع تنظيم الفعل اليومى والعلاقة بالعمل
وأضيف سببين ثانويين:
1- نوع الممارسة السياسية
2- ونوع العواطف الاعتمادية
أما نوع التعليم فهو يعامل عقل الطفل المصرى ثم الشاب المصرى بطريقة تجعله ينقلب إلى وعاء للتلقى، وهذا هو أول سبب يخلق السلبية، فالسلبية ليست سمة ثابتة من سمات الشخصية، وإنما هى طريقة لعمل العقل، والعقل الذى تعود على التلقى دون الحوار والمشاركة، سوف يظل كذلك ما لم تتغير طريقة معاملتنا له احتراما وتحريكا
أما نوع تنظيم الفعل اليومى: فقد اختلت عندنا القيم خاصة بعد قيام حركة الجيش التى انقلبت إلى ثورة فى المجال القومى والخارجى دون المجال السلوكى والأخلاقى، فقد أصبحت رشوة العاملين هى الأساس، وأصبح الالتزام بالسعة والمواعيد هو تحبيك لا لزوم له، وأصبحت كراسى المكاتب أقل من عدد الموظفين المفروض أن يجلسوا عليها، وأصبح الذهاب إلى العمل هو غاية المراد وليس العمل ذاته.
وقد ترتب على كل ذلك آفات تعتبر وقودا لكل ما هو سلبى حقيقة وفعلا مثل آفة التقريب، والفتوى بغير علم، وأن كله مثل كله، وتجاوز الإتقان، والوصول عن غير طريق الإنجاز.
أما الأسباب الثانوية وجدنا أن الممارسة السياسية منذ هذه الحركة المثورة فى مناطق محدودة هى ممارسة علوية ليس فيها حرية أو حوار حقيقى.