– هل تساعد المهدئات حقا على تقبل الحياة وضغوطها بشكل أفضل أم أنها تعالج بالوهم؟
– هل تساعد المهدئات حقا على تقبل الحياة وضغوطها بشكل أفضل أم أنها تعالج بالوهم؟
أن صحت الدراسة، وهى تحتاج إلى مراجعة فأنها لا تصح فى أغلب المناطق ولا فى أغلب الثقافات، وبالرغم من أن المرأة مظلومة مقهورة فى مجتمعنا عامة إلا أن هذا لم يجعلها تواجه هذا القهر بالمهدئات كما يشاع، هى تواجهه أكثر بالتعبير بالجسد (الآلام الجسدية للإمرهن المعنوى) وبالإنهاك النفسى وبالانسحاب وكل هذا يزيدها قهرا وحتى المهدئات لا تفيد إلا لتزيد من الظلم الواقع عليها بتعجيزها عن حق التألم لما يلحق بها.
– الوسواس القهرى سمة من سمات الشخصية، وهى ليست سمة سيئة على طول الخط إلا إذا زاد عن الحد حتى أعاقت صاحبها عن الانتاج أو عن التكيف أو أزعجت من حوله لدرجة التنفير، إن كثيرا من العظماء مشهورون بالوسواس، كان أصحاب الحوانيت يضبطون ساعاتهم على الوقت الذى يمارس فيه الفيلسوف إيمانويل كانت مشيته بعد العصر. إن الشخص الذى يتصف بالوسواس (فى حدود الإيجابية) قد يكون أحرص على الوقت، وأميل للنظام، وأكثر إتقانا، وأجمل دقة.
فى حالات المرض قد يصل الأمر إلى الإعاقة الكاملة حتى أن مريضة كانت تغسل الخبز بالماء والصابون!! ويتمثل خطره أيضا حين تفرض الأم على أولادها سلسلة من الطقوس بحيث تحيل حياتهم إلى جحيم فعلاً، بل وكثير منهم تتغلغل فيه العادة حتى يصبح مصابا باضطراب الوسواس بدرجة أكثر جسامة من الأم.
– ما تعليقكم على الدراسة التى تقول إن النساء أكثر لجوءًا للمهدئات؟
هذه حقيقة لاحظتها فى ممارستى الاكلينيكة فعلاً، وإن كانت ليس لدىّ إحصاءات دقيقة بذلك وأنا أوافق على هذه الملاحظة وقد أعزوها إلى عادات الأسرة المصرية خصوصا عند الطبقة الوسطى وأيضا لما قد تنبه الأم ابنتها عليه من البداية فى سن المراهقة بشأن الطمث (العادة الشهرية)، وهذا خطأ جسيم أن تسمى عادة فسيولوجية طبيعية باسم المرض الشهرى، مع التنبيه المشدد على خطورة معنى الدم، وارتباطه بالقذارة بشكل أو بآخر، هذا مجرد اجتهاد لكنه لا يمثل تفسير غاه اهلبه الظاهرة عن الأناث وهناك احتمال أهم وهو أن البنت المصرية (والنساء عامة) مقهورات وبالتالى فإن ميكانزمات الكبت والإزاحة المسئولة عن ظهور الوسواس تكون أكثر نشاطا عن هن.