نبذة تاريخيه عن تاريخ الادمان
إن تاريخ ظاهرة الإدمان والإعتماد لا يمكن تتبعه بدقة وافية ، ويرجع هذا أساسا للافتقار إلى تعريف محدد للمفهوم الذى يكتسب تسميات مختلفة فى مراحل تاريخية مغايرة.
وعلى أى حال فيمكن تحديد بدايات اعتبار هذه المشكلة مرضية للقرن الخامس قبل الميلاد حين ضمن أبوقراط ظاهرة الإدمان ضمن شرحه للأمراض ، ويبدو أنه قد عزى الظاهرة جزئيا إلى عدم التوازن بين المكونات الأساسية للإنسان (الصفراء والبلغم والدم والسوداء).
وقد عرفت الظاهرة بغير إسم الإدمان من مئات بل من آلاف السنين، وقد عزى بدايتها البعض إلى الاستعمال الطبى الذى امتد إلى سوء الاستعمال المسمى حاليا بظاهرة الإدمان. وقد استعمل الأفيون لأغراض طبية منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، أما استعمالات القنب الهندى الطبية فيمكن العثور عليها فى التداوى بالأعشاب عند الصينيين القدماء.
وقد عرفت مشكلة سوء استعمال العقاقير كمشكلة مستقلة من قديم فقد وردت حالات السكر فى العهد القديم وفى كتابات الرومان واليونان القديمة.
وقد عرف العصر اليونانى- الرومانى القبطى فى مصر زيادة فى استهلاك النبيذ.
وبقفزة إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر نجد أن تدخين الأفيون أصبح مشكلة متفاقمة ، إلا أن فصل المورفين، وهو أهم مستخلصاته، لم يتم إلا سنة 1860، وقد بدأ استعمال الهيروين والمورفين عن طريق الحقن فى الوريد فى القرن التاسع عشر، كذلك تم فصل الكوكايين من أوراق الكوكا سنة 1860، ولم يدخل دائرة الاستعمال الشعبى إلا حين بدأت تحضيره وبيعه شركات الدواء الكبرى منذ 1885.
وفى أواخر العقد التاسع من القرن التاسع عشر (1890 -1899) أصبح موقف الرأى العام والمجتمع الطبى أكثر عناية وأقل لا مبالاة وبدأت المراجع الطبية فى إنجلترا وأوربا عامة وفى الولايات المتحدة تحتوى وصفا متكاملا للتسمم المورفينى.
الفصل الرابع معلومات نظرية
(نبذه تاريخية ـ مصطلحات ـ مواد إدمانية)