من أكثر عاطفة: الرجل أم المرأة؟
أعتقد أن العاطفة لا تقاس بالكثرة أو بالقلة، فكلمة العاطفة فى شكلها الشائع ترتبط بشيء من قصور النضج أو الطفولة، فكلما ابتعد الإنسان عن الواقع وحساباته، وأصبح أكثر فجاجة وأسهل إثارة، قيل إنه عاطفى، وبهذا المقياس، فإن المرأة تبدو أكثر عاطفية من الرجل،
لكننا نعود فنراجع هذا الأمر فنقول إن الحب الإيجابى، والإبداعى، والحياتى، ذلك النوع لا يرتبط بمثل هذه العاطفة الفجة، ولكن الحب الحقيقى يرتبط بقدرة الإنسان على:
- الاهتمام الواقعى بالآخر،
- وبمدى المسئولية التى يمكن أن يقوم بها فى رعاية المحبوب،
- وتلقى رعايتة،
فثمة تعريف للحب لا يرضى المحبين كثيرا يقول: “إن الحب هو الرعاية، والمسئولية “،
وأنا أضيف إليه أن الحب هو أيضا تحمل الآخر باختلافاته، والاستمرار معه دون محاولة الإسراع لتشكيله حسب المقاس المطلوب مسبقا، وفى نفس الوقت استمرار الاقتراب منه (حتى الاقتحام) لصالح الإثنين معا- فالناس جميعا، وبهذا تصبح العاطفة الملتهبة ضد هذا النوع من الحب، فلا ينبغى أن نقيس بها الحب.
وأعود إلى أن : المرأة والرجل يتساويان فى هذا القدر من العاطفة، بحسب إدراكهما للطبيعة الحقيقية للحب، والاختلاف لا يأتى من كون هذا رجل وتلك امرأة، بل هو يأتى من الاختلاف الفردى الذى يحدده موقع كل محب على سلم النضج فوق أرض الواقع الرائع،
فالحب الحقيقى يبعث النبض فيه – فى الواقع- ويعيد تشكيله لمحبى الحياة عامة بدءا بالمحبين فى موقع الغرام الثنائى ممتدا إلى الدوائر المنفرجة منه و كأن الحب مثل الحجر الكريم الذى يلقى فى محيط البشر فيحرك الحياة فى دوائر متنامية (فى لجة الماء يلقى فيه بالحجر)