مسئولية حمل أمانة القراءة
الإنسان المعاصر حيوان قارئ. يظل كل من الكتاب والصحيفة والمجلة والقلم والورقة هم الأصدقاء الدائمون للإنسان المعاصر فى الحل والترحال. حتى تلك الوسائل التى غمرتنا مؤخرا هى أدوات مساعدة للقراءة وليست بديلا عنها. نحن نقرأ الإنترنت، ونـقرأ الآقراص المليزرة (السيديهات). نحن نقرأ المعلومات الجديدة بكل لغاتها مهما اختلفت، حتى تلك المصورة منها تتحول فى النهاية إلى ‘قراءة’ بشكل أو بآخر. كل الأدوات تنتهى بنا إلى قراءة ما.
هذا عن القراءة (والكتابة) التى نعرفها كما شاعت بما يقابل عكس الأمية . لكن ثمة قراءة أخرى أسبق وأعمق. كان أول ما أمر به ربنا نبينا عليه الصلاة والسلام هو أن ‘إقرأ’، وهو أمى على اختلاف ما فسروا به أميته. وصلنى هذا الأمر بالقراءة على أنه قراءة فى الوجود، وفى النفس، معا، بما يؤكد هذا التواصل الرائع بين الإنسان والطبيعة فالأكوان. بل لعلها توازى الوعى بمسئولية ما يلقى علينا من قول ثقيل علينا أن نتحمل أمانته. ‘إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا’.
…….
إن الكلمة الفعل هى التى تحفز تغييرا إيجابيا فى حياتنا أفرادا فجماعات فشعوبا. ……..
…….
الكلمات مسئولية، والوجود يحتاجها لتصبح فعلا خلاقا، وليست ‘ديكورا’ لعقل يتبختر قراءة، أو زينة للسان يتمنطق خطابة، أو ألعابا نارية تبرق فى ندوات المعارض، ثم تنطفئ بانتهائها.
المقال كاملاً نشر فى الأهرام 13-1-2003