fbpx

متى يحزن الإنسان؟

– متى يحزن الإنسان؟

يحزن الإنسان حين يولد، الحزن هو أصل فى الوعى البشرى، لا يصح أن نُصِرّ على أن نربط الحزن له بسبب ظاهر، نحن نختزل أرقى المشاعر إلى أتفه المظاهر. هناك فرق بين الحزن، وبين ما يسمى الاكتئاب الذى افضل تسميته بالاسم الذى اقترحه المرحوم أ.د. عبد القوصى “الانهباط”.

– جذور الحزن فى النفس المصرية؟                                                     

جذور الحزن فى النفس المصرية هى جذور الحزن فى البشر عامة.

– المصرى مشهور بابتسامته حتى فى أصعب الأحوال لماذا تغير الحال الآن؟

المصرى ليس مشهورا بابتسامته كما يشاع هو مشهور (أو كان مشهورا) بقفشته، بضحكته، بسخريته، أما الابتسامة فهى شئ يصف الدماثة المسطحة فى نظرى، كما قد يصف الرقة المسترخية، ونحن والحمد لله ليس عندنا مؤهلات لهذا أو ذاك.

– التأثيرات النفسية الناتجة عن هذا الشعور الحزين؟

يا سيدى دعك من تعبير التأثيرات النفسية هذه. إن ترجمة المشاعر البشرية إلى مصطلحات نفسيه هى بدعة تشوه نبض الوجدان وتختزل الوعى إلى مجرد ألفاظ لا يمكن أن تحيط بجيشان البشر المتلاطم فى هذا الصخب الدائر. أرجوك أن تقبل رفضى “لنَفْسَنَةْ” الظواهر السياسية والاجتماعية وحتى العاطفية إلى مصلحات “طب نفسيه” أو “علم نفسيه”.

– مراحل الحزن وصوره؟

لا يوجد شئ اسمه مراحل الحزن يقول صلاح جاهين وهو يصف الإنسان فى بحر الضياع وتساؤله عنه “وإيه مستطاع” يقول “الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع، الحزن زى البرد زى الصداع” ومع أن صلاح-رحمه الله – اعترف بجلال الحزن إلا أنه شخصيا وقع صريعا له حين اضطره الأطباء – للأسف – أن يعامل حزنه بدون جلال، أن يكون حزنه “زى البرد زى الصداع”!!!

– هل شهد المجتمع المصرى اختفاء الابتسامة مثلما الحال الآن؟

طبعا- المجتمع المصرى وصل فى عهد بعض الفاطميين إلى المجاعة، وفى عصى الحاكم بأمر الله إلى الرعب المهلك، وفى رواية نهر السماء لـ “فتحى إمبابى” نرى صورا من القهر والذل والكآبة واليأس من أبشع ما مّر على الشعب المصرى، ومع ذلك تخطى الشعب المصرى كل ذلك بعناد لا مثيل له، ومازلنا نعيش بحزننا وفرحنا جميعا.

– هل ازدادت حالات الاكتئاب أو ما شابه فى الآونة الأخيرة؟ لماذا؟

هذا أمر يحتاج اولا تعريفا للاكتئاب بالمعنى المرضى حتى نميزه عن الحزن الطبيعى، والحزن ذى الجلال والحزن الرؤية ثانيا: لمعرفة الاجابه نحن نحتاج إلى أبحاث انتشارية ليس عندنا أدواتها أصلا. إن الزعم أن 20% أو 50% من الشعب مكتئبيين هو رغم خاطئ، كما أنه إهانه للشعب المصرى وأيضا هو يستهين بعناده وصبره وسخريته وتحديه.

اترك تعليقاً

إغلاق