علاقة العلاج الجمعى بالعلاج الفردى
علاقة العلاج الجمعى بالعلاج الفردى من حيث بعض تفاصيل الممارسة من واقع خبرتنا، فيمكن ذكر بعض معالم ذلك فيما يلى:
- بالنسبة لخبرتى الشخصية التى مهدت لممارستى العلاج الجمعى، ذكرت فى النشرة السابقة مراحل ذلك، وضرورته، وأنصح بالرجوع إليها.
- لا ننصح عادة بأن يمر المريض بمرحلة العلاج الفردى قبل العلاج الجمعى، ولا يشترط ذلك
- لا نرفض أن يلتحق مريض مرّ بمرحلة العلاج الفردى بالعلاج الجمعى، سواء يكون قد حقق من خلاله ما أراد هو أو معالجه، أو كانت النقلة نتيجة لنوع من الإحباط قل أم كثر
- تعتبر النقلة من العلاج الفردى إلى العلاج الجمعى أزمة نمو بشكل أو بآخر، لأن ما اعتاده المتعالج فرديا من السرية، وطلاقة البوْح، وخصوصية العلاقة، هو على النقيض مما يحدث فى العلاج الجمعى غالبا، ويمكن تشبيه هذه النقلة بالنقلة من العلاقة الثنائية التى يعيشها الرضيع منذ الولادة مع أمه، إلى العلاقة الأخوية والأسرية التى يمارسها تدريجيا بعد ذلك، لكن النقلة فى العلاج من العلاقة الثنائية إلى العلاقة الجمعية تكون أكثر تأزيما وصدْما
- ليس بالضرورة أن يكون المعالج الفردى السابق هو أحد المعالجين فى المجموعة التى التحق بها المريض المنتقِل، بل إن الغالب ألا يكون هو هو، وإن جاز غير ذلك
- يحتاج الأمر إلى التدرج مع المريض المنتقل من الكلام إلى الفعل، ومن الحكى إلى المواجهة، ومن الماضى إلى الحاضر، وهذا أمر يستغرق وقتا أطول مما يحتاجه المريض الذى دخل إلى العلاج الفردى مباشرة
- أحيانا قد يحتاج بعض المرضى أثناء العلاج الجمعى، إلى جلسات فردية تدعيمية ، خاصة فى فترات المرور بمأزق حاد، أو ظهور أعراض جديدة، أو ظروف جديدة تحتاج إل دعم خاص
- ينصح عادة أن يكون المعالج الفردى في هذه الحالات هو أحد المعالجين فى المجموعة
- يكون اللجوء إلى الدعم بالعلاج الفردى (وليس بديلا عن العلاج الجمع ف نفس الوقت) لمدة محددة يتفق عليها
- إذا تعذر أن يقوم بالعلاج الفردى أحد المعالجين فى المجموعة، فلا بد من تعاون شبه إشرافى (إشراف القرين) بين المعالج الفردى والمعالج الجمعى للفترة المحددة لمثل هذا الاستثناء
- لاحظنا أنه فى حالات تزامن العلاج الفردى مع العلاج الجمعى، يمكن أن تجهَض النقلات التى تتم فى العلاج الفردى، ما لم يكن المعالج متابعا لمراحل نمو المجموعة، وهذا الفرد في المجموعة بشكل ما، ذلك لأنه قد يتمادى التحاور فى العلاج الفردى كلاما وتفسيرا إلى درجة العقلنة، والبعد عن الـ”هنا والآن”، وهو ما قد يفسد ما تم إنجازه فى العلاج الجمعى
- تعتبر المتابعة الفردية المتباعِدة نوعا من العلاج الفردى قصير الزمن، وتسرى عليها ما يسرى من ملاحظات سالفة الذكر فيما يتعلق بالعلاج الفردى عموما.
- إذا لزم الأمر، يستعان فى كل الحالات وحسب كل حالة، تشخيصا، ومأزقا ومرحلة علاج (نمو) : بالعقاقير المناسبة، بحسب ما ذكر فى النشرة السابقة عن علاقة العقاقير بالعلاج الجمعى، حيث تسرى المبادئ العامة على العلاج الفردى، (وأيضا على العلاج عامة).
- لا توجد قاعدة تقول : إن العلاج الجمعى أفضل من العلاج الفردى، أو العكس ، فكل حالة مرهونة بكل ظروفها فى أوقات مختلفة
- التنقل فيما بين العلاج الجمعى والعلاج الفردى غير مفيد، بل هو ضار، ولا يعتبر ضمن إيجابيات ما يسمى “برنامج الدخول والخروج”In-and- out- program
- ليس مهما أى أنواع العلاج الفردى تسرى عليه كل هذه القواعد، لكن الملاحظ أن هذه المدرسة تعد العلاج السلوكى والمعرفى، خاصة المتضمـَّن مع التأهيل أو العلاج الفردى، متمما للعلاج الجمعى، فأحيانا يشترط فى العلاج الجمعى، منذ البداية، أو فى مرحلة باكرة ، أن يمارس المريض عمله العادى تحت كل الظروف، وأحيانا يتخلل أيام الاسبوع تردد محدود على مستشفى نهارى مع تواصل منتظم بين المنظومتينن ، وهكذا
- العلاج الفردي الذى يكاد يكون مناقضا للعلاج الجمعى الذى نمارسه هو التحليل النفسى التقليدى، وهذا ليس مرادفا للعلاج الجمعى من منظور التحليل النفسى.
- الذى يساعد فى النقلة الضرورية من العلاج الفردى إلى العلاج الجمعى هو الالتزام المتدرج حتى الإلزام شبه الدائم بمبدأ “هنا والآن”
- نحن نبدأ اللقاء في العلاج الجمعى بسؤال يطرح على الجميع يقول “مين اللى عايز يشتغل”، ونصر على استعمال كلمة “يشتغل، حتى نفرّق بينها وبين “مين اللى عايز يتكلم”، ويكاد هذا يعلن ومن البداية أهم الفروق بين العلاجين
- يحدث الطرح transference فى العلاج الجمعى مثلما يحدث فى العلاج الفردى، خاصة إذا كان قائد المجموعة من النوع جاهز الحضور المتداخل معظم الوقت، ولكن الطرح وارد فى العلاج الجمعى مع غير القائد، فيما يسمى “الثنائية” pairing ، ويـُحَل الطرح داخل المجموعة باحتوائه والتفاعل من خلاله بآليات العلاج الجمع العادية، ويكون حله أسهل فى العادة، ما لم تحدث مضاعفات خارج المجموعة.
- بعد انتهاء مدة المجموعة بانقضاء الزمن المتفق عليه (فى خبرتنا اثنا عشر شهرا) لا يوصى صراحة لأى فرد بذاته، باستكمال علاجه إذا لزم الأمر بشكل محدد، علاجا فرديا، أو فى مجموعة جديدة، أو بامتدادا التأهيل ..إلخ، ولا يوصى أيضا بمنع ذلك بزعم الخوف من إهدار ما تم إنجازه ف العلاج الجمعى.