الموقف الإنسانى المتناقض
“إن الإنسان. . هو الكائن دائم المحاولة الواعية- نسبيا-
إلى الرقى، وبرغم وعيه الآنى بضرورية الاستقرار المرحلى”
هذا هو أول مراحل مواجهة الموقف الإنسانى المتناقض . . وبالتالى المتطلب للولاف على المستوى الأعلى . . التطور حتمى من حيث المبدأ، ولكنه لا يشمل بالضرورة كل أفراد النوع، وإلا لانقرض كل ما هو دون الإنسانى من أول الفيروس إلى القردة العليا، وهذا ينبهنا إلى أن المسيرة طولية تتغير فيها الأجناس، وعرضية فى نفس الوقت يتكاثر فيها الجنس الأدنى الباقى بنفس نوعيته، والبقاء- إذن- ليس للأصلاح ولا للأقوى، ولكن البقاء، بالنسبة للقطاع العرضى، للأهرب (الذى تجنب مواجهة تغير ظروف البيئة بالهرب منها) أما بالنسبة للقطاع الطولى فالبقاء للأقدر، (الذى استطاع أن يستوعب هذا التغير ليتغير من خلاله ويغيّره معاً ليصنعا وُلافا جديداً فى الإطار الكلى يلائم ظروف النوع الجديد) والإنسان، بما أنه الكائن الذى نعرف أنه قد حمل أمانة الوعى، يعرف ذلك بدرجة تختلف وصولها إلى وعية حسب مرحلة تطوره، وهو يحاول أن يسير فى الاتجاهين معاً (بالتناوب عادة) ثم بالتلاحم مرة والجدل أخرى.
والمرض النفسى (العقلى خاصة) – عندى – هو بعض مضاعفات هذه المسيرة وهذا التناقض المتصادم لا يمكن أن نفهمه، ونساعد بالتالى فى علاجة، إلا إذا ارتبطت الحلقات ببعضها، بمعنى إذا فهمنا تطور الحياة، الذى هو تطور الفرد فى نموه(قانون هيكل أو القانون الحيوى أو نظرية “الاستعادة”، الذى هو الموازى لتطور الفرد فى “اندفاعات التطور”، التى أسميتها من قبل بالما كروجنى، الذى يوازى بدوره هو هو تطور الفكرة فى جزء من ثانية (الميكروجنى الذى أشار إليه أريتى، وهو قد يقابل – عندى – تطور وعى الفكرة عند هيجل)، وفى كل هذه المراحل فإن الذى يؤكد استمرار المسيرة هو نجاح ما أسميته الجدل الحيوى، أما الذى يعلن ظهور المرض والأعراض فهو فشل هذا الجدل الحيوى . . ومن ثم احتمال التراجع أو ما يسمى “بالتكيف على المستوى الأدنى” وأظن بذلك أننا دون أن نفهم – من حيث المبدأ– طبيعة هذا الجدل الحيوى ونعايشة سوف يصعب علينا إنجاحه، علماً بأن إنجاحه هو هدف العلاج قيد البحث . . . وربما هدف الحياة.