عن الرضا فى تجاوز الواقع
الرضا قد يكون أول خطوات تجاوز الواقع، لأن الوعد الذى تحقق لابد أن تغييره يتعلق بالخطوة التالية، لا بمحاربة ما تم، فهو”مكتوب” كشف عن وجهه، فالرضا هنا ليس تخديرا بل هو تنبيه إلى احترام ما هو بداية مما هو “الآن”، حيث يستطرد الموال:
نزلت ســاحة الرضا وقابلت فيهـا درويش
حاز الأدب وماشى لابس ثيــاب من خيش
نظر لى بعين الرضا ساعتها ولا سابنيش
ويلاحظ هنا ان تعبير ساحة الرضا يحمل أنه المكان الفسيح الذى تدور فيه الحركة، وليس السجن الذاتى الذى يفرض السكون بالتسليم العاجز.
وتطل علينا أيضا عين الرضا لتدل مرة أخرى على أنه القبول والفهم بما يشمل المـَعـِيـَّة “معا” ولو لفترة، الأمر الذى يؤكده تعبير “ولا سابنيش”، هى نظرة تقول: “نعم.. أنا معك“، ويجدر بنا أن نتذكر خطأ آخرا كان قد وقع فيه العلاج النفسى (والتحليل النفسى خاصة) حين ألغى فعل النظر المتبادل فى تأكيد التفاهم والمعية، وجعل الطبيب (أوالمحلل) يتجنب عمدا النظر فى عين مريضه، حتى قال بيرلز عن فرويد أنه يبدو أنه كان مصـابا بعرض تجنب النظرات Gaze Avoidance، مما جعل هذا النـــوع من التحليل يسمى أحيانا: العــــلاج بالكلام حين يـُغفل عادة وسائل التواصل الأخرى، عبر قنوات متعددة ليست لفظية بالضرورة.